لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 04:27 م]ـ
:::
قوله تعالى
(قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ) 29 الشعراء
لم ذكر السياق على لسان صاحب مصر لموسى عليه السلام (لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ) ولو قال له "لأسجننّك" لكان أكثر اختصارا؟
قال الزمخشري (فإن قلت: ألم يكن: لأسجننك، أخصر من {لاجْعَلَنَّكَ مِنَ
?لْمَسْجُونِينَ} ومؤدياً مؤداه؟ قلت: أما أخصر فنعم. وأما مؤدّ مؤدّاه فلا؛ لأن معناه: لأجعلنك واحداً
ممن عرفت حالهم في سجوني. وكان من عادته أن يأخذ من يريد سجنه فيطرحه في هوّة ذاهبة في
الأرض بعيدة العمق فرداً لا يبصر فيها ولا يسمع، فكأن ذلك أشدّ من القتل وأشدّ.))
والحقيقة التي أرغب في تبيانها أن العديد من المفسرين يعتمد على عبارة الزمخشري ويكررها كما هي
أنظروا قول الرازي ((فإن قيل لم قال: {لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ?لْمَسْجُونِينَ} ولم يقل لأسجننك مع أنه
أخصر؟ جوابه: لأنه لو قال لأسجننك لا يفيد إلا صيرورته مسجوناًأما قوله: {لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ
?لْمَسْجُونِينَ} فمعناه أني أجعلك واحداً ممن عرفت حالهم في سجوني، وكان من عادته أن يأخذ من
يريد أن يسجنه فيطرحه في بئر عميقة فرداً لا يبصر فيها ولا يسمع فكان ذلك أشد من القتل))
أما إبن عاشورفقال (ومعنى: {لأجعلنك من المسجونين} لأسجننك، فسلك فيه طريقة الإطناب لأنه أنسب بمقام التهديد لأنه يفيد معنى لأجعلنك واحداً ممن عرفتَ أنهم في سِجني، فالمقصود تذكير موسى بهول السجن))
فهو وإن كانت عبارته مختلفة عن عبارة صاحب الكشاف إلا أنه أشار إلى
نفس المعنى تقريبا وهو تذكير موسى بهول السجن وما يلاقيه أهله.
إن ما يسعى إليه البعض من جعل الناس يزهدون في تفسير الزمخشري لكونه وافق المعتزلة في بعض الآراء لهو نهج مخرب وغير مفيد
ـ[البصري]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 09:54 ص]ـ
قلت ـ أخي جمال ـ: إن ما يسعى إليه البعض من جعل الناس يزهدون في تفسير الزمخشري لكونه وافق المعتزلة في بعض الآراء لهو نهج مخرب وغير مفيد ...
وصدقت فهو نهج مخرب وغير مفيد على رأيك وما يوافق هوى نفسك، والدليل عندك فقط، هو أن من نحا نحوه لم يخرجوا عن عبارته، فهل هذا دليل على إمامته، ووجوب اعتماد تفسيره؟!
لا أظن ذلك كذلك.
وأما نحن فما زلنا نحذر من تفسير الزمخشري، لا من لغته وجودة بلاغته، ولكن مما دسه فيه من عقيدته التي لا توافق معتقد أهل السنة والجماعة، وسنظل نحذر منه ما بقينا، نصحًا للأمة، وتحذيرًا لها من الوقوع في عقيدة المعتزلة، التي يعد الزمخشري من أئمتها.
وليس ذلك فقط، بل نحذر من بعض اللفتات البلاغية التي تنقلها لنا ـ هداك الله ـ من هنا وهناك، وغالبها من كتب المعتزلة، أو من كتب من نقل عباراتهم ـ كما أشرت في مشاركتك ـ
والظاهر أن أكثر من كتب في البلاغة هم المعتزلة، ولذا فنحذر بوجه عام من قبول أي لفتة أو تخريج بلاغي لآية من كتاب الله دون إنعام النظر في ذلك التخريج، وعرضه على آيات الكتاب وأحاديث الحبيب، فما وافق أخذنا به؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها، وما خالف ضربنا به عرض الحائط، ولا كرامة له ولا لصاحبه ... ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا، ويقينا شر أنفسنا، إنه سميع مجيب.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 03:14 م]ـ
الأخ البصري لا مانع شرعي من دراسة علم الصواريخ من الروس الشيوعيين
ولا مانع من دراسة علم البلاغة من عند الكشاف أو اللغة من عند إبن جنّي مع المحافظة على نقاء التوجه
وأحذرك وأحذر نفسي من الإقصاء فهو داء يجعل الأقلية ترى الحقّ معها فتضطهد الأكثرية