تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من روائع الاستعاره في لغه القرآن]

ـ[سليم]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 01:57 ص]ـ

قال تعالى: (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ) (يّس:37)

استعير في الآية الكريمة: " السلخ " وهو كشط الجلد عن الشاة ونحوها لإزالة ضوء النهار عن الكون قليلاً قليلاً، بجامع ما يترتب على كل منهما من ظهور شيء كان خافياً، فبكشط الجلد يظهر لحم الشاة، وبغروب الشمس تظهر الظلمة التي هي الأصل والنور طاريء عليها، يسترها بضوئه. و هذا التعبير الفني يسميه علماء البلاغة " الاستعارة التصريحية التبعية ".

استعارة رائعة وجملية، إنها بنظمها الفريد وبإيحائها وظلها وجرسها قد رسمت منظر بديعاً للضوء وهو ينحسر عن الكون قليلاً قليلاً وللظلام وهو يدب إليه في بطء.

إنها قد خلعت على الضوء والظلام الحياة، حتى صارا كأنهما جيشان يقتتلان، قد أنهزم أحدهما فولى هارباً، وترك مكانه للآخر.

تأمل اللفظة المستعارة وهي " نسلخ " إن هذه الكلمة هي التي قد استقلت بالتصوير والتعبير داخل نظم الآية المعجز فهل يصلح مكانها غيرها؟

قال تعالى: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) (التكوير:18) استعير في الآية الكريمة خروج النفس شيئاً فشيئاً لخروج النور من المشرق عند انشقاق الفجر قليلاً قليلاً بمعنى النفس، تنفس بمعنى خرج النور من المشرق عند انشقاق الفجر.

استعارة قد بلغت من الحسن أقصاه، وتربعت على عرش الجمال بنظمها الفريد، إنها قد خلعت على الصبح الحياة حتى لقد صار كائنا حيا يتنفس، بل إنساناً ذا عواطف وخلجات نفسية، تشرق الحياة بإشراق من ثغره المنفرج عن ابتسامة وديعة، وهو يتنفس بهدوء، فتتنفس معه الحياة، ويدب النشاط في الأحياء على وجه الأرض والسماء، أرأيت أعجب من هذا التصوير، ولا أمتع من هذا التعبير؟

ثم تأمل اللفظة المستعارة وهي " تنفس " أنها بصوتها الجميل وظلها الظليل، وجرسها الساحر قد رسمت هذه الصورة البديعة في إطار نظم الآية المعجزة، فهل من ألفاظ اللغة العربية على كثرتها يؤدي ما أدته، ويصور ما صورته؟

(وسبحان الله عما يصفون)

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 05:03 ص]ـ

ما هذا الأداء المتميز يا سليم

واصل أرجوك الكتابة وفي شتى مواضيع البلاغة

ـ[سليم]ــــــــ[10 - 07 - 2005, 02:30 م]ـ

السلام عليكم

الاستعارة: هي ان تستعير للشيئ ما يليق به من لفط, ووضع الكلمه مستعاره له من موضع آخر, وهي من سنن العرب وكبد لسانهم الفصيح ومحل فخرهم وإعتزازهم لأن الاستعارة تزيد من الصور والتشبيه ,وتُحدث وقعاً في أذان السامعين, وتترك اثاراً أبلغ في النفوس, وتبلغ المرام بيسر وإغداق, وتذهب بالسامع اي مذهب, ولا يكاد موضع قي اللغة إلا واستعار, وحتى العامة تستعيرفيقولون: طار عقله, وأجر الطابق العلوي, وغيرها .... ,والعرب ابدعوا فيه ايما إبداع حيث كان لهم في كل مناسبه استعارة,

كقولهم في استعارة الآعضاء لما ليس من الحيوان: رأس الامر, رأس المال, وجه النار, لسان النار, يد الدهر, ساق الشجرة, وغيرها ...

وكقولهم في التفرق: انشقت عصاهم, شالت نعامتهم, فسا بينهم الظبيان.

وكقولهم في اشتداد الامر: كشفت الحرب عن ساقها, ابدى الشر عن ناجذيه, حمي الوطيس, وغيرها ...

زكقولهم في محاسن الادب: الادب غذاء الروح, النار فاكهة الشتاء, الصبر مفتاح الفرج, وغيرها كثير.

يتبع_

ـ[عالم آخر]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 07:56 ص]ـ

السلام عليكم

الأخ القاسم لقد وعدتك بانتظار فتوى العلماء ولكني أتجرأ هنا لأني متأكد من حلمك وكرمك وقبولك لي بأن أكتب هذه السطور فقط .. وشكراً لك مقدماً.

كيف حالك أخي سليم؟ انشاء الله بخير. حسناً ما ذكرته جميل جداً ولكن عندي سؤال: لماذا يستخدم الله تراكيب يضطر فيها الى استعارة ألفاظ لبيان المعنى وكأنه يقول يا عبدي أنت لا تجد ما تفصح به عن معناك الذي في وجدانك فتستعير وأنا أيضاً لا أجد فأستعير؟ هل الله غير قادر على الافصاح؟ أم يستحي من الحق؟ أم لا توجد كلمات فقد انتهت كل مفردات اللسان العربي؟ أم هو غير عالم بالحقائق؟

ولو تسمح لي أسألك سؤال آخر: لماذا لا تحلق بتفكيرك قليلاً وتفكر في امكانية أن يكون هذا التشبيه للصبح بالتنفس حقيقياً!! وأن مفردة (تنفس) في اللغة تعني: انتشار تدريجي للجزيئات في مكان مكبوس من أجل الحفاظ على بقاء نظامٍ ما. حيث أن التنفس هو انتشار تدريجي لجزيئات الهواء في الرئة للمحافظة على نظام الحياة في الجسم وكذلك الصبح حيث تنتشر جزيئات النور تدريجياً على في حيز مكبوس (الضغط الجوي في السماء وسطح الأرض) ألا ترى بأن هذا تشبيه حقيقي؟؟ وكم من حقائق وبحوث حكمت عليها بالقفل من جراء قولك؟ أنت بارع في اللغة العربية وربما تكون أستاذاً فيها كما يبدو ولكن مشكلتك كلها شيء واحد يا أخي .. وهي أنك تريد أن تصف قطعة الماس فتقول أنها زجاج عالي الجودة وتتفنن في اظهار مميزاتها من الملمس الأملس الخارق والصلابة وزواياها الحادة ولكنك لا تراها شيئاً آخر .. شيئاً يسمى الماس وأن لا زجاج يمكن أن يضاهيه لأنه ليس من جنسه!! اذا فهمت ما أقول فاعتبرها هدية من الله وليس مني أنا العبد الفقير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير