تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

العطف في (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)

ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 11:16 ص]ـ

السلام عليكم

قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الفاتحة5

إذا كان جميع مايحبه الله إنما هو داخل في العبادة

لماذا عطف عليها غيرها؟

أفتونا مأجورين،،،

ـ[سليم]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 02:08 م]ـ

السلام عليكم

أخي ابو سارة, إن مفهوم العبادة هو منتهى التذلل لله عزوجل, واما الاستعانة فهي طلب المساعدة والعون, كما وتأتي بمعنى اللجوء,

وطلب العون واللجوء الى احد ما فيه نوع من التذلل (تذلل الطالب للمطلوب منه) ,وهذا ما نهى عنه القرآن وحصر التذلل لله وحده.

والله اعلم

ـ[البصري]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 03:15 م]ـ

هذا من باب عطف الخاص على العام؛ لبيان أهمية ذلك الخاص وعظم شأنه.

والمقصود ـ والله أعلم ـ أن العبد لولا توفيق الله له وإعانته إياه على العبادة والطاعة، لم يفعلها ولم يطقها، ولذلك فلا ينفك العبد عن سؤال الله الإعانة له على عبادته.

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: فالناس في هذين الأصلين ـ وهما العبادة والاستعانة ـ أربعة أقسام:

أجلها وأفضلها: أهل العبادة والاستعانة بالله عليها، فعبادة الله غاية مرادهم، وطلبهم منه أن يعينهم عليها ويوفقهم للقيام بها، ولهذا كان من أفضل ما يسأل الرب ـ تبارك وتعالى ـ الإعانة على مرضاته، وهو الذي علَّمه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحبه معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ فقال: " يا معاذ، والله إني لأحبك، فلا تنس ان تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " فأنفع الدعاء طلب العون على مرضاته، وأفضل المواهب إسعافه بهذا المطلوب، وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا، وعلى دفع ما يضاده، وعلى تكميله وتيسير أسبابه، فتأملها. ا. هـ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 07 - 2005, 10:01 م]ـ

السلام عليكم

ما أراه أنهما أمران متغايران وزيادة في تأكيد المغايرة كرر السياق "إيّاك" فقال "إيّاك نعبد وإياك نستعين"

ومن نافلة القول أن نتكلم عن إفادة الحصر في هذا السياق بحيث أنّ العبادة له وحده وطلب العون منه وحده

ولقد قال أبو حيّان كلاما نفيسا في هذه الآية لم أجد مثيله

قال في البحر المحيط (وقرنت الاستعانة بالعبادة للجمع بين ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى، وبين ما يطلبه من جهته. وقدمت العبادة على الاستعانة لتقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة لتحصل الإجابة إليها، وأطلق العبادة والاستعانة لتتناول كل معبود به وكل مستعان عليه. وكرر إياك ليكون كل من العبادة والاستعانة سِيْقا في جملتين، وكل منهما مقصودة، وللتنصيص على طلب العون منه بخلاف لو كان إياك نعبد ونستعين، فإنه كان يحتمل أن يكون إخباراً بطلب لعون، أي وليطلب العون من غير أن يعين ممن يطلب)

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 08:17 م]ـ

لم تعقّب أخي المشرف الفاضل

ـ[المفيد]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 09:31 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

على مائدتكم نرتع، ومنها

لست أهلاً في أن أبدي رأيي، ولكن أظن والله العالم أنه لا وجه للسؤال بعد كون القرآن الكريم قد أنزله الله سبحانه وتعالى بلسان عربي، على الإنسان، فلابد أن تراعى جهة الإنسان في المعاملة معه، سعة وضيقاً، ولابد أن يكون النازل على الإنسان مجانساً لما يألفه وما اعتادت نفسه عليه وإلا لنفر من ذلك، لذلك أرسل لهم رسلاً منهم يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق لقضاء الحوائج ووو .... لكي تحصل الألفة .... وعليه فالإنسان يفرق بين العبادة والإستعانة، فلذلك عطف الثانية على الأولى، لا لقصور في القرآن أو العرب بل لمطابقة الكلام لمقتضى الحال وهو كون الناس مفرقين في حياتهم بين العبادة والاستعانة فقد يعبد من لا يستعين به كالصنم ونحوه، وهذا قمة البلاغة ......... والله أعلم بحقائق كلامه

أخوكم الصغير .... مفيد

ـ[أبو سارة]ــــــــ[28 - 07 - 2005, 10:21 م]ـ

جزيتم خيرا على هذه الدرر

ولتسمحوا لي فقد أُنسيت هذا الموضوع وما أنسانيه إلا الشيطان، وشكرا لأخي المفيد على رفعه للموضوع0

حسنا

هذا الكلام له أمثلة أخرى نحو قوله تعالى: [إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَر]

والفحشاء كما هو معلوم داخلة في المنكر!

يقول البصري سلمه الله: هذا من باب عطف الخاص على العام؛ لبيان أهمية ذلك الخاص وعظم شأنه

أقول: هو كلام صحيح لأن المعطوف هو بعض من الكل المتقدم، وهذا العطف هو تخصيص له بالذكر، لا لأهمية الخاص وعظم شأنه فحسب، إنما لكونه مطلوبا في المعنيين العام والخاص0

والله تعالى أعلم وأحكم.

ولايفوتني أن أشكر أستاذنا جمال والأخ سليم على ومضاتهم الوضاءة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير