تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 04:22 م]ـ

:::

قال تعالى

(مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ) 20 الشورى

والحرث مجاز يقصد به ما يعمله العامل ليحصل منه على الفائدة

هل حقا من يريد حرث الدنيا يعطى منه؟؟

---نحن نشاهد كثيرا ممن يريدون الدنيا ولا يعطوا منها

إحفظ هذا الإستفهام واقرأ قوله

(مَن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً) 18 الإسراء

إذن لكي نفهم الموضوع جيدا علينا أن نفهم ما يسمّى حمل المطلق على المقيّد

فآية الشورى مطلقة أي كل من أراد الدنيا يعطى منها

وآية الإسراء مقيدة أي من أراد الدنيا نعطه منها إذا شئنا ذلك---أي أن الإعطاء مقيّد بمشيئة المولى

وبهذه الطريقة يحمل المطلق على المقيّد

ولتوضيح كيف يتم ذلك لو قال شخص هاتين الجملتين

# أعطي ولدي النقود ليشتري له أشياء

# أعطي ولدي النقود ليشتري أكلا

فإن الآولى مطلقة في أيّ شراء والثانية مقيدة بشراء الأكل فيقال حينئذ أنّ المطلوب هو شراء الأكل

قال الزركشي (إن وجد دليل على تقييد المطلق صير إليه وإلا فلا والمطلق على إطلاقه والمقيد على تقييده لأن الله تعالى خاطبنا بلغة العرب والضابط أن الله تعالى إذا حكم في شيء بصفة أو شرط ثم ورد حكم آخر مطلقا نظر فإن لم يكن له أصل يرد إليه إلا ذلك الحكم المقيد وجب تقييده به)

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 07:29 م]ـ

ويظل عندي إستفسار أرغب أن تشاركوني الإجابة عليه

---في القسم الأول من آية الشورى قال الحق (نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ)

في القسم الثاني قال في حق من أراد الدنيا (نُؤْتِهِ مِنْهَا) ما الفرق؟

أي لماذا اختلفت الصيغتان؟

أي لم يكن في القسم الأول "نؤته منها" أي الآخرة؟

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 08 - 2005, 07:04 ص]ـ

الله أكبر]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 08 - 2005, 07:04 ص]ـ

لننظر إلى الآية نظرة متدبر فاحص

((مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ)

ففي قسم من أراد الآخرة وعد الله الراغب في خرثها زيادة في حرثه---أي هو يقوم بأعمال لأجل الآخرة فيهيأ له الرحمن إمكانية القيام بالمزيد من الأعمال لأجل الآخرة فينالها ---فالزيادة من الحرث معناها تهيئة الإمكانية له لمواصلة السير في الطرق الموصلة للآخرة

قال الطبري

(يقول تعالى ذكره: من كان يريد بعمله الآخرة نزد له في حرثه: يقول: نزد له في عمله الحسن, فنجعل له بالواحدة عشرا, إلى ما شاء ربنا من الزيادة (وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا) يقول: ومن كان يريد بعمله الدنيا ولها يسعى لا للآخرة, نؤته منها ما قسمنا له منها)

ولم يشر رحمه الله إلى نقطة تقوية السالك طريق الهداية لكي يستمر عليها

أمّا إبن كثير فأشار إلى لطيفة تسهيل الأعمال المؤدية للآخرة فقال

((مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ) أي: عمل الآخرة (نزدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ) أي: نقويه ونعينه على ما هو بصدده، ونكثر نماءه، ونجزيه بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى ما يشاء الله (وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) أي: ومن كان إنما سعيه ليحصل له شيء من الدنيا، وليس له إلى الآخرة همَّة البتة بالكلية، حَرَمه الله الآخرة والدنيا إن شاء أعطاه منها، وإن لم يشأ لم يحصل))

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير