فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 08:02 م]ـ
:::
قوله تعالى
(فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ) 5 الفيل
فيه من رائع الكناية ما يخلب الألباب فالعصف هوورق النبات جاء في اللسان (العَصْفُ والعَصْفة والعَصِيفة والعُصافة؛ عن اللحياني: ما كان على ساق الزرع من الورق الذي يَيْبَسُ فَيَتَفَتَّتُ)
---فما الأمر الملفت في كونه مأكولا؟؟
نعم ما الأمر الذي جعل كون العصف مأكولا صفة هامّة في بيان مدى سوء حال أصحاب الفيل بعد أن رماهم ربهم بحجارة من سجّيل
إنّه أمر بسيط إذا علمنا أنّ من أدب الكتاب أن يشير إلى الأمور التي يستقذرها الطبع بالكنايات اللطيفة----فالعصف المأكول هو روث الحيوانات
قال الأزهري في " تهذيب اللغة"
(وأمَّا قوله تعالى: (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ) فله معنيان: أحدهما أنه أراد: أنه جعل أصحاب الفيل كورق أخذ ما كان فيه من الحب وبقي هو لاحب فيه. والآخر أنه أراد: أنه جعلهم كعصف قد أكله البهائم.)
إنّ هذه الكناية تشبه قوله تعالى (كانا يأكلان الطعام) للدلالة على أنّ عيسى وأمّه من البشر---فهذه الآية كناية تدل على قبيح مستقذر ---هذا القبيح هو الفضلات البشرية
ـ[أحلام]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 10:57 م]ـ
الاخ الفاضل جمال
جزاك الله خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
ولاتبخل علينا مما أعطاك الله من العلم والفقه وسعة الصدر
ـ[أبو سارة]ــــــــ[14 - 09 - 2005, 03:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذنا الفاضل جمال جمّله الله بحلل العافية
في نظري أن ماذهبتَ إليه إنما هو رأي بعيد المنزع!
لأن العصف وفق المعنى الذي ذكرت عن اللسان وحسب تفسيرات أخرى كقول ابن عباس وبن زيد وغيرهم، هو من مأكولات الحيوانات لا الإنسان، يقول ابن زيد في تفسير ذلك: العصف ورق البقل إذا أكلته البهائم فراثته فصار درينا. اهـ
والدرين هو يبيس الحشيش، وهذا الأمر يشاهد على الأرض في الأماكن التي تخلفها الحيوانات في حظائرها ومرابطها، فحق عليه هذا الوصف، أما الإنسان فبعيد أن يحمل هذه الصورة.
والله تعالى أعلم وأحكم
عهدنا منك التحقيق ونأمل به في هذه المسألة.
دمت بأحسن حال
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 09 - 2005, 06:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذنا الفاضل جمال جمّله الله بحلل العافية
في نظري أن ماذهبتَ إليه إنما هو رأي بعيد المنزع!
لأن العصف وفق المعنى الذي ذكرت عن اللسان وحسب تفسيرات أخرى كقول ابن عباس وبن زيد وغيرهم، هو من مأكولات الحيوانات لا الإنسان، يقول ابن زيد في تفسير ذلك: العصف ورق البقل إذا أكلته البهائم فراثته فصار درينا. اهـ
والدرين هو يبيس الحشيش، وهذا الأمر يشاهد على الأرض في الأماكن التي تخلفها الحيوانات في حظائرها ومرابطها، فحق عليه هذا الوصف، أما الإنسان فبعيد أن يحمل هذه الصورة.
والله تعالى أعلم وأحكم
عهدنا منك التحقيق ونأمل به في هذه المسألة.
دمت بأحسن حال
الأخ المشرف المفضال
ما نقلت لنا هو عين ما كنت أرغب في إضافته---
لم أتحدث مطلقا عن كون العصف غذاء للإنسان---إنما عقدت مقارنة بين كنايتين--كناية متعلقة بروث الحيوان وهي في قوله تعالى (كعصف مأكول) ---وكناية متعلقة ببراز الإنسان وهي في قوله تعالى (كانا يأكلان الطعام)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[14 - 09 - 2005, 03:53 م]ـ
أحسنت يا أستاذ جمال، رأيك مقنع ونظرتك ثاقبة، وعندي سؤال إن تكرمت
هل قال أحد المفسرين بمثل هذا، أم نسجل هذا السبق لبنيات أفكارك؟
وقاك الله ورعاك
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 09 - 2005, 06:03 م]ـ
والله يا مشرفنا الفاضل ليس لي إلّا فضل إعادة الصياغة وهم الأولون المبدعون--وما من قول إلّا أساسه بين ثنايا أقوالهم