تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 10 - 2005, 08:06 م]ـ

قوله تعالى

(فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) النساء

معناه فلا تتبعوا الهوى لئلا تعدلوا عن الحق---فإن هنا تعليلية بمعنى " لئلا" والعدول هو الترك للحق والإنصراف عنه

وشبيه هذه الآية قوله تعالى "يبين الله لكم أن تضلوا" أي لئلا تضلّوا

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[04 - 10 - 2005, 03:43 ص]ـ

الأخ العزيز جمال:

شكرا جزيلا على هذه الوقفة القرآنية الجميلة.

ما ذكرته حول " أن تعدلوا " بمعنى العدول عن الحق صحيح, ولكن المفسرين ذكروا وجها آخر لمعنى " أن تعدلوا " وهو العدل بمعنى القسط أي عكس الجور.

ذكر المفسرون في معنى " أن تعدلوا " أن العدول بمعنى الميل عن الحق (أو الجور) أوبمعنى العدل وهو القسط.

على التفسير الأول الأمر يجوز أن يكون التقدير (فلا تتبعوا الهوى في أن تعدلوا عن الحق أو لأن تعدلوا عن الحق) , أو فلا تتبعوا الهوى كراهة العدول عن الحق الخ .... ....

وحول المعنى الثاني , إذا كان المقصود العدل, فيكون التقدير: فلا تتبعوا الهوى لأن تعدلو أي لكي تستطيعوا تحقيق الحق. قال الفراء هذا كقولهم: لا تتبع هواك لترضي ربك, أي كيما ترضي ربك.

وقد ذهب الفخر الرازي - رحمه الله - إلى أن " أن تعدلوا " من العدل, حيث قال: والمعنى اتركوا متابعة الهوى حتى تصيروا موصوفين بصفة العدل, وتحقيق الكلام أن العدل عبارة عن ترك الهوى, ومن ترك أحد النقيضين فقد حصل على الآخر, فتقدير الآية: فلا تتبعوا الهوى لأجل أن تعدلوا يعني اتركوا متابعة الهوى لأجل أن تعدلوا. " (1)

وقذ ذكر الأهدلي ثلاثة تأويلات للمصدر المنسبك من أن وما بعدها:

الأول: أنه مجرور بحرف جر محذوف تقديره: في أن لا تعدلوا. أي: لا تتبعوا الهوى في ترك العدل.

الثاني: تقديره: ابتغاء أن تعدلوا عن الحق.

الثالث: مخافة أن تعدلوا عن الحق.

في الوجهين الآخيرين يكون " أن تعدلوا " مفعول لأجله. (2)

وقد ذكر الألوسي في روح البيان و أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط, والشيخ الشيرازي في الأمثل, والطبرسي في مجمع البيان والصافي في تفسيره هذين الرأين مع تقدير معنى كل منهما.

أود الإشارة إلى جانب لغوي فيه لمسة جمالية:

نلاحظ في الآية الشريفة دقة في اختيار الكلمة (خبيرا).

لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى:

" فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ عليما "

إن استخدام الكلمة (خبيرا) أقوى في الدلالة من كلمة (عليما) فالخبير هو من يكون لديه معرفة بجزئيات الأمور ودقائقها, وفي هذا إشارة إلى إحاطة الله الواسعة ومعرفته بأقل انحراف يفعله الإنسان مبتعدا به عن طريق الحق.

(1) التفسير الكبير للرازي, المجلد 6

(2) البرهان للأهدلي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير