تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ماذا يسمى هذا الأسلوب البلاغي؟]

ـ[الشنفرى]ــــــــ[01 - 10 - 2005, 10:37 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

في الجملة التالية: (أنا من وطني و هو منّي) أسلوب بلاغي، فمن يسمع هذه العبارة سيعرف معناها، وهو يدور حول كون الوطن و المواطن شيء واحد، لا ينفصلان، و حتى لو أَخَذَ جزءها الأول (أنا من وطني) فسيكون هنالك معنى واضح أيضاً، و لكنه لو أَخَذَ جزءها الثاني (و هو مني) و وقف يتأمّله وحدَه، سيتساءل: كيف يكون الوطن منّي؟

تساؤل في محله ..

و لكن هنا أسلوب بلاغي، أو سرّ بلاغي بالأحرى ..

وهو يتعلق - كما يبدو لي - بكون الكلام لحمة واحدة أو بنية واحدة، إن أخذنا العبارة كلها كبناء واحد، أمكننا معرفة المقصود منها، أمّا لو أخذنا بعضها كما في الجزء الأخير (و هو مني) وَحدَهُ بعيداً عن سياق الجملة العام وبنائها الكلّي، سقط المعنى منه و ضاع.

فماذا يسمّى هذا الأسلوب في البلاغة، يا أساتذتنا الكرام؟

ـ[الشنفرى]ــــــــ[05 - 10 - 2005, 01:13 م]ـ

فماذا يسمّى هذا الأسلوب في البلاغة، يا أساتذتنا الكرام؟

هل من مُجيب يجيب و يفيدنا؟

نفعنا الله بكم ..

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 10 - 2005, 04:55 م]ـ

قولك (أنا من وطني و هو منّي) ليس من ثمة أسلوب بلاغي فيه لنسمّيه

ـ[الشنفرى]ــــــــ[06 - 10 - 2005, 02:46 م]ـ

شكراً لتفضّلك بالإجابة يا أستاذي الكريم

وبالنسبة للجملة المذكورة، ربما فيها شيء آخر غير البلاغة، فأنا لا أعرف حتى الآن إلى أيّ فن من فنون العربية يمكن أن ننسب ما في هذه العبارة إليه!

و لهذا سأوضّح مرة أخرى ... ربما يمكنني إيضاح مقصودي بصورة أفضل:

عبارة ((أنا من الوطن و الوطن منّي))

كيف يفهم القاريء قولنا (الوطن منّي)؟

هل يمكن أن يكون الوطن جزءاً من الإنسان أو منتمياً إلى الإنسان أو ما شابه ذلك؟

لو قلت هذه الكلمة لوحدها (الوطن مني) وسمعها أحد من الناس، فسيتعجب ولن يفهمها على الأرجح، و لن تكون ذات دلالة كما تكونه عندما نضعها في سياق الجملة كاملة:

((أنا من الوطن و الوطن منّي))

الشاهد: أنّ العبارة يمكن فهمها من سياقها العامّ التامّ، أمّا لو أخذنا جزءها الثاني وقلناه لوحده، فلن يفهمه السامع، فإلى أيّ شيء نعزو هذا؟

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 10 - 2005, 09:20 م]ـ

لقد فهمت كلامك من البداية---"أنا من الوطن والوطن منّي" تريد أنت أن تقول أنّ العبارة لا تفهم إلّا كلا متكاملا كإشارة إلى العلاقة الوثيقة بين الوطن والإنسان

إذا كان يحق لي أن أقول شيئا فإنّي أقول أنّ العبارة كلها خاطئة---فلست من الوطن من حيث التبعيض ولا هو منك من حيث التبعيض---ولست منه من حيث التولد ولا الوطن منك أيضا من حيث التولّد---أنا لا أميل للعبارات التي لا معنى حسيّا لها

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[07 - 10 - 2005, 03:47 ص]ـ

اختلف معك أخي جمال:

(أنا من وطني و هو منّي)

مثل هذه التعبيرات صحيحة, ولها سند في الحديث النبوي الشريف, أذكر منها الحديث الذي روته الصحاح في حق سبط الرسول (ص) الإمام الحسين:

ففي مسند الإمام أحمد بن حنبل:

(17231) ــ حدّثنا عبدالله حدَّثني أبي حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا عبدالله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى العامري: «أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا له، قال: فاستمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قال عفان: قال وهيب: فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذه قال: فطفق الصبي ههنا مرة وههنا مرة، فجعل رسول الله يضاحكه حتى أخذه، قال: فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه، فوضع فاه على فيه قبَّله وقال:

حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط».

وفي سنن الترمذي:

(3937) ــ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ أخبرنا إِسْمَاعيلُ بنُ عَيَّاشٍ عَن عبْدِ اللّهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ خَثْيَمٍ عَن سَعِيدِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَعْلَى بنِ مُرَّةَ قالَ قالَ رَسُولُ اللّهِ،:

«حُسَيْنٌ مِنِّي وَأنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْناً، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأسْبَاطِ»

وفي سنن ابن ماجة:

(147) ــ حدّثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى? بْنُ سَلِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، أَنَّ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ النَّبِيِّ إِلَى طَعَامٍ دُعُوا لَهُ. فَإِذَا حُسَيْنٌ يَلْعَبُ فِي السِّكَّةِ. قَالَ: فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ أَمَامَ الْقَوْمَ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ. فَجَعَلَ الْغُلاَمُ يَفِرُّ ه?هُنَا وَه?هُنَا. وَيُضَاحِكُهُ النَّبِيُّ حَتَّى أَخَذَهُ. فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقْنِهِ، والأُخْرَى فِي فَأْسِ رَأْسِهِ فَقَبَّلَهُ. وَقَالَ:

«حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ. أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْناً. حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ».

والشاهد هو: " حسين مني و أنا من حسين " الذي يشبه في أسلوبه " أنا من وطني و هو منّي "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير