تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

" وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ "

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 04:30 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

جاء في سورة الشعراء قوله تعالى: " وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ " (الشعراء: 109)، على لسان جميع الأنبياء الذين جرى ذكرهم في هذه السورة المباركة، فنوح قال لقومه: " وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ "، وكذا قال هود لقومه (الشعراء: 127)، وكذا قال صالح لقومه (الشعراء: 164)، وكذا قال شعيب (الشعراء: 180)، إلا إبراهيم وموسى - عليهما السلام – فإنهما لم يقولا ذلك.

والسبب - والله أعلم - أن أبا إبراهيم - عليه السلام - كان من المخاطبين، قال تعالى: " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ " (الشعراء: 69 - 70)، فاستحيا أن يخاطب أباه بذاك. وأما موسى – عليه السلام – فلأن فرعون ربّاه وقد ذكر ذلك له، فقال تعالى: " أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ " (الشعراء: 18)، فلا يليق أن يقول له: وما أسألك عليه من أجر. ألا ترى أنه لا يليق أن يقول شخص لأبيه أو لمن ربّاه وأنفق عليه: لا أسألك أجراً. فاستحيا إبراهيم وموسى – عليهما السلام – أن يقولا: وما أسألكم عليه من أجر، وإن كانا منزّهين من طلب الأجرة.

فانظر إلى جمال الذوق وحسن الاختيار في التعبير.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 08 - 2005, 07:11 ص]ـ

ما هذه الملاحظة الراقية يا أخ لؤي؟؟

نفع الله بك المسلمين

ـ[ن والقلم]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 04:19 م]ـ

ملاحظة رائعة ..

بارك الله فيك ..

ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 06:33 م]ـ

لي رجعة

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 10:22 م]ـ

طيب

يا أستاذ لؤي

ما هو توجيهكم لآية الشورى (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) 23

أو لآية (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ) ص 86

أعني لم وجّه الرسول:= ليقول لهم هذا القول (لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً)

مع أنّه كان نفس القول في آيات سورة الشعراء يدون تصدير بفعل الأمر قل للرسل المذكورين فيها

(وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) وكأن النبي منهم قد صدر منه القول ابتداء

ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 10:41 م]ـ

أخي في

الله سبحانه له الحمد

لؤي الطيبي

سقط منك رقم الآية (145) من الشعراء عند ذكرك لصالح كما سقط ذكرك للوط

مع أن الآية (164) ذكرتها فظهرت منسوبة إلى صالح

و أما تعليلك فضعيف من وجهه نظري

و ما أراه أن هؤلاء الأقوام كانت

حياتهم الرئيسية معتمدة على التجارة

مع الدلالة على أن حياتهم كانت جماعية

ونجد الذي حاج إبراهيم وفرعون موسى

كانت مجتمعاتهم سلطوية فرديه

هذا ما يشترك فيه إبراهيم وموسى

وإبراهيم تكلم مع الكهنة

وموسى كانت صولاته وجولاته مع فرعون الذي يمثل الدين

أو رب الوثنين وكان السحرة له خادمين

فكان ذكر الأجر في هذا الموضعين لا يفيد

وخارج عن الموضوع وليس الربح والخسارة والأجر

محسوبا في هذا المقامين

والله سبحانه له الحمد

أعلم

ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[07 - 08 - 2005, 10:49 م]ـ

وكذلك يا أخي جمال

كانت العرب في زمن الرسالة

تعتمد على التجارة

و مركزها الأول مكة ثم المدينة

و لم يكن صراع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

مع الكهنة بل مع كبار رجالات قريش والعرب

وأغلبهم أن لم يكونوا كلهم تجارا

والله سبحانه له الحمد

أعلم

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 12:31 ص]ـ

أخي الحبيب جمال ..

لقد وجّه الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ما يقول، فقال له: " قُلْ ". ولعلّ هذا الفرق راجع إلى أن من ذُكر من الأنبياء في الآيات لم ينزل عليهم كتاب، وإنما كانوا يتلقّون المعنى وحياً من ربّهم، ثم يصوغونه بلغتهم، ثم أورد القرآن قولهم هذا باللغة العربية، ولهذا جاء الكلام منهم مباشرة.

أما محمد صلى الله عليه وسلم، فكان يتلقّى الوحي من ربّه معنى ولفظاً، وليس له إلا تبليغه، ولهذا كان الله تعالى يخاطبه مباشرة، فيقول له: " قُلْ: كذا وكذا ". وقد ورد توجيه الله عزّ وجلّ لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بقوله: " قُلْ " ثلاثمئة مرة وواحد وثلاثين (331)،

ولعلّ في هذه المتابعة المباشرة والتوجيه المباشر من الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم نوعاً من (الخصوصية) التي حظي بها خاتم الأنبياء دون سائر الأنبياء - عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام.

هذا والله تعالى أعلم

وشكر الله للأخ صالح تصحيحه لمواقع ورود الآية في السورة ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير