إبن عربي--عذاب جهنّم نفسي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 06:58 ص]ـ
قال الصوفي إبن عربي في الفتوحات
(قال في الفتوحات
(ومن رحمة الله بأهل النار في أيام عذابهم خمود النار عنهم ثم تسعر
بعد ذلك عليهم فيخف عنهم بذلك من آلام العذاب على قدر ما خبت
النار قال تعالى "كلما خبت زدناهم سعيرا" وهذا يدلك إن النار
محسوسة بلا شك فإن النار ما تتصف بهذا الوصف إلا من كون قيامها
بالأجسام لأن حقيقة النار لا تقبل هذا الوصف من حيث ذاتها ولا الزيادة
ولا النقص وإنما هو الجسم المحرق بالنار هو الذي يسجر بالنارية وإن
حلمنا هذه الآية على الوجه الآخر قلنا قوله تعالى "كلما خبت" يعني النار
المسلطة على أجسامهم زدناهم يعني المعذبين سعيرا فإنه لم يقل
زدناها ومعنى ذلك إنّ العذاب ينقلب إلى بواطنهم وهو أشد العذاب
الحسيّ يشغلهم عن العذاب المعنويّ فإذا خبت النار في ظواهرهم
ووجدوا الراحة من حيث حسهم سلط الله عليهم في بواطنهم التفكر
فيما كانوا فرّطوا فيه من الأمور التي لو عملوا بها لنالوا السعادة وتسلط
عليهم الوهم بسلطانه فيتوهمون عذاباً أشد مما كانوا فيه فيكون
عذابهم بذلك التوهم في نفوسهم أشد من حلول العذاب المقرون
بتسلط النار المحسوسة على أجسامهم وتلك النار التي أعطاها الوهم
هي النار التي تطلع على الأفئدة وهي التي قلنا فيها:
النار ناران نار كلها لهب
ونار معنى على الأرواح تطلع
وهي التي ما لها سفع ولا لهب
لكن لها ألم في القلب ينطبع
إنّه يتحدث عن عذاب فكري معنوي في النار فهل توافقونه؟؟