تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

" وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا " .. تصحيح التصحيح!

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 11:30 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ "

البقرة: 29 - 33.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 11:39 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، وصلاة الله وسلامه على نبيّنا محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الطيبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فقد اختلفت أقوال العلماء والمفسّرين في المراد بـ (الأسماء) التي علّمها الله آدم عليه السلام، وذهبوا في تفسيرها مذاهب متعدّدة، وكانت لهم في ذلك وجهات نظر متباعدة، كما استدلّ كل واحد منهم لمذهبه بأدلّة، واحتجّ لقوله بما يظنّ أنه حجّة، وأبان ضعف ما ذهب إليه غيره، وناقش أدلّته وردّها. ولقد طالعنا في الآونة الأخيرة مقالة خرجت بتأويل جديد لـ (الأسماء)، ومثلّت نقداً لمحاولة منهجية سياقية وموضوعية لما تقدّم من أقوال المفسّرين، وانطلق صاحبها من سياق الآيات والسورة ومن السياق القرآني من جهة التعرّض لآيات من سور أخرى تدعم فهمه، الذي لم يُسبق إليه.

ونقدي لهذه المحاولة يجسّد خطورة التعامل مع السياق، وأنه - كما سيأتي في موضعه من هذا البحث – كالنخلة التي لا تساقط رطباً جنيّاً لكل من أخذ بجذعها وهزّه. كما أنها تؤكّد أهمية المنهج العلمي والتسلّح بالشروط التي ذكرها علماء التفسير، لكي نضمن للسياق أن يعطي عطاءً مضموناً من كل تطرّف أو مجازفة. هذه المحاولة الموضوعية هي من قبل الباحث صلاح الدين أبي عرفة، وكانت عبارة عن دراسة نشرها في موقعه الخاص على الرابط التالي:

" ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء "، من هم "هؤلاء"؟؟؟ ( http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=53)

وينبغي أن أقرّر منذ البداية: أن البحث يمثّل تجسيداً صادقاً وقوياً لرغبة الأمة بأسرها في أن تتساند لنصرة حقّها المضيّع معطيات التاريخ والتراث، وشواهد الحق السماوي والوحي الرباني، مع التطلعات الحاضرة. ففي الدراسة أمل، وفيها عواطف جيّاشة، وهي محاولة لإيقاد شعلة الحماس، وفيها تذكير بالواجب المقدّس، وكل ذلك يستحقّ الثناء والتقدير. ونظراً لأهمية الموضوع وما يمكن أن ينبني عليه، كان لا بدّ من إفراده بالبحث، واستقصاء ما قيل فيه، ومناقشة الأدلّة المختلفة التي اعتمد عليها صاحبه، للتعرّف على مدى قوّتها وضعفها، وتبيّن ما يمكن أن يقال فيها من اعتراضات، أو يُورد عليها من ملاحظات، مما يمهّد السبيل أمامنا لمعرفة المقصود بـ"الأسماء"، والذي يستهدف هذا البحث تحديد مدلولها واجتلاء مفهومها، وذلك من خلال النظر في سياق آيات سورة البقرة نفسها، وتتبّع استعمال مادّتها في القرآن الكريم، وما قاله المفسّرون والعلماء في صدد تفسيرهم للنصوص القرآنية والحديثية، سائلين الله تعالى أن يلهمنا الصواب والسداد وأن يوفّقنا لحسن التدبّر وصواب التأمّل، إنه أكرم مسؤول وخير مأمول.

يتبع ..

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 07 - 2005, 01:16 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير