تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 12:28 م]ـ

قوله تعالى

(وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) 56 الذاريات

ما هو المقصود بالعبادة؟

هل هي الأفعال المخصوصة والأقوال المخصوصة الدالة على الخضوع والتذلل؟

فإذا كانت كذلك فإن الكثيرين غير عابدين والاقلة عابدون--ولا بد أن تكون الآية صادقة لا يتطرق شك إليها--فلنبحث عن معنى آخر

هل المعنى هو "ما خلقت أهل الجنة من الجن الإنس إلّا ليعبدوني" أي هو خصوص جاء في لفظ العموم-- وَفِي قِرَاءَة عَبْد اللَّه: " وَمَا خَلَقْت الْجِنّ وَالْإِنْس مِنْ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "

أم هل المعنى ما خلقت الجن والإنس إلّا لآمرهم بالعبادة قال تعالى "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا "؟؟

أم هل المعنى هو أن يقرّوا لله بالعبادة طوعا وكرها؟؟

أم هل المعنى أنّه خلقهم ليعرفوه كما دل على ذلك قوله تعالى " وَلَئِنْ سَأَلْتهمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّه " (؟؟


.

أنتظر ترجيحاتكم ثمّ نكمل

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 01:09 م]ـ
طيب

أنا رأيت أن المعنى الأنسب هو المعرفة الفطرية--إذ كل إنسان مقرٌ في فطرته بوجود خالق مدبّر لهذا الكون--وأنّ الإنسان خاضع ضعيف لهذا الخالق المسيّر للكون وللوجود كله--هذا الشعور الغريزي المسمّى بغريزة التدين هو المعرفة الفطرية التي توجد مع كل إنسان--والذي غالبا ما يلجأ الإنسان بحسبها لخالقه عند الشدائد--فكل النّاس عندهم هذا الشعور بالنقص والإحتياج إلى الخالق الجبّار --وهذا الإحساس الغريزي هو الذي خلق الإنسان لأجله

ـ[رجل صالح]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 02:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

جميل ما جئت به أخي جمال.

كما أنني أرى أن أضيف زاوية وإمكانية أخرى وجب التطرق لها عند طرح الترجيحات!!

أرى منظار آخر لمعنى الآية, بالإضافة لما طرح من قبلك, وهو وجه الحال!!

حيث يتساءل المرء هل المراد من الآية الكريمة هو تبيان بنية وطبيعة وحالة الأنس والجن عامة!! القصد هنا, بان طبيعة الإنس والجن أن يعبدوا إلها بحسب "اختيارهم", فهنالك من يعبد الله عز وجل وهنالك من يعبد الشمس وهنالك من يعبد النار وهنالك من يعبد ..... !!

لكن الاختيار بين عبادة الإله الحق – الله عز وجل – وبين عبادة الإله الباطل – جميع الآلهة التي تعبد من دون الله - هو الأساس كما تؤكد ذلك الآية 51 من نفس السورة.

فان كانت كلمة "َ لِيَعْبُدُونِ" تعود على حالة وطبيعة الإنس والجن بحيث أن العبادة هي حالة وليست فعل أو قول, تكون تفسير الآية لهذه السورة مغاير للتفاسير المتبعة!!

حيث, كما ذكر, جاءت الآية 51 مستبقة الآية 56 ونصت:

"وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ" الذاريات (51)

فالقصد _ والله اعلم _ بالآية "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" - الذاريات (56) ليس أن يقيموا العبادة فقط على وجه العموم (أي يعبدون) بالأفعال والأقوال ولكن الهدف من خلق الإنس والجن أن لا (يعبدوا) إلا الله, كحال دائم, وان يعبدوه مخلصين له الدين, " وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ" الذاريات (6) , دون أن يجعلوا لهم, الإنس والجن, إلها آخر.

لذلك أرى بان كلمة "َ لِيَعْبُدُونِ" هي حالة وليست فعل أو قول, والله اعلم!!

ما رأيكم, هل يمكن ترجيح ما ذكرت أو هنالك خطأ فيما أثرت!!

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 03:16 م]ـ
الأخ العزيز جمال:

وقفة جمالية في رياض القرآن الكريم.

أي فرد عاقل حكيم عند قيامه بعمل ما, فإنه يهدف من ذلك العمل تحقيق هدف من عمله, وإلا كان عمله عبثا ولهوا.

نحن نقطع يقينا بأن الله سبحانه وتعالى هو منتهى الحكمة, إذ كل أعمال الله سبحانه وتعالى موجهة لهدف وغاية, ولا يوجد فيها عبث, ومن ذلك خلق الإنسان.

السؤال الآخر؟

ما هو هدف الله من خلق الإنسان؟

هل هو شيء راجع إلى الله تعالى, أم شيء راجع إلى الإنسان؟

بمعنى هل يستفيد الله شيئا من خلقه الإنسان؟

الجواب:

قطعا, إن الله لا يستفيد شيئا من خلق الإنسان, فالله غني مطلق, غني عن عباده, ولكن الإنسان هو المستفيد من خلق الله له.

إذا , الهدف من الخلق هو خارج الذات الإلهية المقدسة.

لقد ورد في القرآن الكريم إشارات للهدف من الخلق:

" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " - الملك -6

فهذه الآية تشير أن الامتحان الإلهي هو علة وسبب خلق الإنسان.

" ولو شاء ربك لجعل الله الناس أمة واحدة, ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" - هود 118, 119

تشير هاتان الآيتان أن الهدف من خلق الإنسان هو رحمة الله.

دعونا نعود إلى الآية الشريفة:

" وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ " - الذاريات 56

هذه الآية ترتكز إلى مسألة العبودية, وتعتبرها الهدف النهائي من خلق الجن والإنس, فهل يوجد تضاد وتعارض بين هذه الآية والآيات المتقدمة؟

الجواب:

لا ... لا يوجد تضاد.

كبف؟

هذه الآية تشير إلى أن العبودية هي الهدف الأساسي من الخلق.

ما أشارت إليه الآيات الأخرى (كالابتلاء والامتحان ... الخ) إنما هي أهداف تتحقق في ظل هذه العبودبة لله.

يأتي السؤال الآخر:

ما هي ماهية هذه العبادة؟

هل يراد منها أداء الشعائر الإسلامية كالصوم والصلاة والحج والزكاة ... أم شيء آخر؟

للحديث تتمة.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير