تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لا يوجد تكرار في سورة الرحمن]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 03:57 م]ـ

إليكم هذا الجزء من السورة

(خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)

هل تعتبر الآية"فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " من قبيل التكرار؟؟

لا أرجح ذلك والسبب أنها ذكرت في كل مرة تعقيبا على موقف مختلف---ما قولكم في من قال لولده

أتغضبني في تقصيرك تجاهي وأنا ربيتك صغيرا

أتغضبني في عدم طاعتك لي وأنا ربيتك صغيرا

أتغضبني في تقتيرك علي وأنا ربيتك صغيرا

أليست " ربيتك صغيرا" من قبيل التعقيب المختلف معناه في كل جملة مما قلت--حتى لو حذفت لنقصت جودة زجرك لولدك

وهذا ما كان في سورة الرحمن--

قوله (خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ) أتبع ب (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) --أي يا معشر الإنس والجن لم تكذبون بنعمة خلق كل منكم من طبيعة مختلفة؟

وقوله مثلا (رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ) والتي أتبعها ب (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) فمعنى الكلام " لم يامعشر الإنس والجن تكذبون بنعم الله أن جعل لكم مشرقين ومغربين

وهكذا في كل موقع فيه (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ---مما يعني أنها ليست تكرارا لأنها في كل مرة ذات معنى مختلف عن الأخرى

ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 10:22 ص]ـ

فهم جميل!

جُزيت خيراً. و لا أعلم إن كان هذا من عندك، أم نقلاً من مكان آخر!

ولكن إذا كانت الآلاء هي النعم، ومنطوق الآية في تذكير الثقلين بنعم الله ..

و أردتَ أن تقول أن السياق يتحدث عن نعم مختلفة، لزم كل منها تذكير خاص ..

يظل السؤال، فكيف تكون بعد " (مُدْهَامَّتَانِ) " أو بعد" (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ) "؟؟!!

أم تقصد أن الآية" (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) " تحتمل تذكيراً بالنعمة، وتهديداً على التكذيب؟!

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 11:11 ص]ـ

خالد

أحييك

إضافة جيدة من عندك ---شكرا على المرور

يجب أن أفكر باعتراضك----

هلا نقلت لنا رأي الأخ صلاح؟؟

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 12:52 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أخي جمال .. أطال الله بقاءك ..

إن من فوائد التكرار في عروس القرآن الكريم أنه جاء للتقرير بالنعم المختلفة المتعدّدة. فكلما ذكر نعمة أنعم بها قرّر عليها، ووبّخ على التكذيب بها .. ولذلك أتى بهذا الاستفهام بعد كل نعمة ذكرها، لتتحصّل في النهاية طائفة مجتمعة من النعم والآلاء.

كأنه يستفهم: فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان؟ أتكذّبان بإنزال القرآن؟ أتكذّبان بأنكم مخلوقون أحياء؟ أتكذّبان بأنكم متكلمون بُيَناء؟ أتكذّبان بالشمس والقمر ومنافعهما التي لا تُحصى؟ أتكذّبان بالنبات والاشجار؟ أتكذّبان برفع السماء والتشريع العادل؟ أتكذّبان بخلق الارض وإقامتكم منعمين هانئين عليها؟ أتكذّبان بما تجود به لكم من خيرات؟ .. ؟؟؟

فإن استطعتم أن تكذّبا يا معشر الثقلين ولو بخلق أنفسكم، ويكون لتكذيبكم تصديق عند أنفسكم صحّ لكم أن تكذّبوا بالرحمن. وإن لا .. ولا بدّ من لا .. فلا يصحّ لكم أن تكذّبوا بالرحمن.

فهذا الاستفهام الايقاعي ينفي كل احتمال للقدرة على التكذيب بآلاء الرحمن، ومن الطبيعي أن يكون هذا هو الايقاع المتسق أكمل الاتساق في سورة اسمها (الرحمن)، وأولى آياتها (الرحمن). فآلاء الرحمن لا تُكذّب، ونعمه لا تُجحد .. وإنما هي فيض من فيوض رحمته تعالى بعباده.

ثم إذا نظرت الى الهيكل العام للسورة نفسها، ستجد أنه قائم على أساس تفكيك الصور .. فمع تكامل الصور الثرية ونموّها، تجد أن آية الايقاع تعمل على تفكيكها. ومثل ذلك صورة الجنتين. فلو أنك قرأت: ومن دونهما جنتان - مدهامّتان - فيهما عينان نضّاختان - فيهما فاكهة ونخل ورمان - فيهن خيرات حسان - حور مقصورات في الخيام - لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان - متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان .. تجد أن الايقاع يعمل على تفكيك كل آية عمّا قبلها وعمّا بعدها.

ومن فوائد هذا التفكيك إيضاح الطابع الخاصّ الذي جاءت السورة كلها لتبيّن معناه وفحواه، وهو أن تستقرّ هذه الصور في ذهن المتلقّي، لتملأ وجدانه في أن ما يبدو في ظاهره نعمة واحدة، هو في حقيقته مجموعة من النعم.

فلو أن السياق والى بين أجزاء الصورة الواحدة، وحذف الايقاع، وجعل عناصرها متتابعة، لكان للمتلقي أن يمرّ عليها بسرعة، ولا يتوقّف عند أجزائها ليستوعبها، ويستجلي ما وراء دقائقها من دلالة على آلاء الرحمن التي لا تُكذّب.

فهذا الفاصل الايقاعي وسيلة فنية ودعوة متجدّدة الى التحليل والتأمّل بنعم الله وآلائه.

وقد قيل: الكلام إذا تكرّر تقرّر!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير