تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القرآن=الماء]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 12:43 م]ـ

:::

الباحث أبو عرفة وجد حلا بارعا لمشكلة الماء

أنظروا إلى قوله

(

ثم آية سورة النحل {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون, والله أنزل من السماء ماء فأحيى به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون}. والمثلية واضحة جلية, أولاً في تتابع الآيتين وارتباطهما, ثم بدلالة الإحياء بعد الموت, {يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} , والقرآن على رأس الدعوة, ثم بخاتمة الآية {إن في ذلك لآية لقوم يسمعون} , فالماء وإنزاله وإحياء الارض, آية لقوم يبصرون, وإنما ذلك القرآن المقصود آية لقوم يسمعون. ثم بالإنزال الطاهر الظاهر لكل منهما.)

هذا رأيه في القرآن والماء (فالماء وإنزاله وإحياء الارض, آية لقوم يبصرون, وإنما ذلك القرآن المقصود آية لقوم يسمعون) --

هذا كلام صريح بأنّ الماء هو القرآن في كتاب الله وخصوصا أنّ الباحث استخدم أداة الحصر "إنّما" فقال " وإنما ذلك القرآن المقصود آية "

فإذا كنت فهمت خطأ فليوضح لي أحدكم أين الخلل في فهمي

فهل الماء هو القرآن؟

أو هل الحديث عن الماء يعني الحديث عن القرآن؟

أو هل الماء تمثيل تصريفي حسب أقواله للقرآن؟؟

أنا لا أرضى هذا الكلام--فلغتنا لا تحتمل هذه التداعيات

فكيف بالله عليكم ينتج لديه من الآية (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون, والله أنزل من السماء ماء فأحيى به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون)؟؟

أنّ القرآن هو الماء---لماذا لا يكون القرآن هو الحديد أو لماذا لا يكون هو الأنعام وكلاهما ذكرا مع لفظة التنزيل

وهل ذكر السياق للكتاب (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)

وذكره بعدها لآية إنزاله الماء (والله أنزل من السماء ماء فأحيى به الأرض بعد موتها)

مبرر لكي يربط بينهما برابط عجيب مدّعيا أنّ القرآن ممثل هنا بالماء؟؟

أليس الأوضح والأظهر أن الله يذكرهم بآية الماء وإحيائه للأرض كمنّة منه عليهم

ثم إذا كان توالي الآيات حجة في المثلية فلماذا لا يكون القرآن مثله كالأنعام في العطاء وهي مذكورة في الآية التالية مباشرة؟؟

(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمِ يَسْمَعُونَ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِّلشَّارِبِينَ)

واعجبي

ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 01:42 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أستاذي الكريم جمال، ليت أنك عرفتنا بأبي عرفة الذي تنقل عنه، فإنا إن عرفناه عرفنا أصوله التي أوصلته إلى هذا التفسير، إذ قد يكون التفسير خطأاً فيعذر الرجل لصحة أصوله وتحريه، وقد يكون صحيحاً ولا يعذر لفساد أصوله وتجرئه.

أما عما سألت أخي، فأذكر أولاً بقاعدة قيمة ذكرها العلامة ابن القيم رحمه الله، فإنه قد ذكر لصحة التفسير الإشاري أربعة شروط:

الأول: أن لا ينافي المعنى الصريح للآية.

الثاني: أن يكون المعنى المشار إليه صحيحاً في ذاته.

الثالث: أن يكون في لفظ الآية إشعار به.

الرابع: أن يكون بينه وبين المعنى الصريح ترابط وتلازم.

فالمعنى الذي يستنبط بالتفسير الإشاري مدلول عليه بدلالة اللزوم. فهو نوع قياس، كما هو مفهوم من كلمة (إشارة).

فعلى هذا، لا يكون - والله أعلم - بأس بما ذكر أبو عرفة.

فقوله تعالى: (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدىً ورحمة لقوم يؤمنون) فهنا المعنى ظاهر، ثم قال تعالى: (والله أنزل من السماء ماء فأحيى به الأرض بعد موتها) فكأن - والله أعلم بمراده - فيها إشارة إلى أن الله الذي تشاهدون فعله بأعينكم يحيي الأرض بعد موتها بالمطر فتنبت الطعام والكلأ، هو نفسه الذي أنزل القرآن، فما أراد به إعناتكم لكن أراد أن يحي به قلوبكم بالإيمان بعد موتها بالخلاف عن الحق إلى العقائد الفاسدة.

فتأمل أخي أن الآية الثانية في مثابة مثل حسي مضروب لتوضيح القضية المذكورة في الآية الأولى. فكما أن الله أنزل الماء فقد أنزل القرآن، فكما أراد الخير بهذا لرحمته وكرمه فقد أراد بهذا خيراً أعظم. والماء في المثل إشارة إلى القرآن، والأرض في المثل إشارة إلى القلب، والموت في المثل إشارة إلى الخلاف والضلال، والحياة في المثل إشارة إلى الإيمان.

وهذا والله أعلم شبيه جداً بقوله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها) فقد سمعت من بعض أهل العلم بالتفسير أن في الآية الثانية إشارة تؤيد ما في الآية الأولى.

أما الآية الثالثة أخي الكريم: (وإن لكم في الأنعام لعبرة) فلا يظهر لي - والله أعلم - إشارة فيها، لأن القرآن لا يشبه الأنعام، فإن الخير في الأنعام يخرج من بين فرث ودم! أما الخير الذي في القرآن فقد خرج من الكبير المتعال، سبحانه وتعالى.

هذا، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير