تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

صِبْغَةَ اللَّهِ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 03:11 م]ـ

:::

قوله تعالى (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)) 137+138 البقرة

الهدف في هذه الآية فهم المقصود بالصبغة

[ line]

# فهل هي من قبيل المشاكلة حيث كان النصارى وما يزالون يغمسون أبناءهم في ماء أصفر يسمّى ماء المعمودية---فيكون هذا الغمس من قبيل الرمز على التطهير لديهم وصيرورتهم نصارى---وهذا العمل يسمونه صبغة؟

# أم هل هو من قبيل الإستعارة لشبه بين الصبغة والآيمان من حيث أنهما باقيان لا يزولان؟

# أم هل المقصود بالصبغة الخلقة والخلقة محدثة والصبغة محدثة على الثوب؟

# أم هل الصبغة هي الدين الذي يظهر على الإنسان كظهور الصبغة على الثوب؟؟

ربما يشارك أحدكم فيكفيني مؤونة البحث والتقصّي

ـ[أبو سارة]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 01:54 ص]ـ

السلام عليكم ياأستاذ جمال

الاختيار الرابع هو الصواب لأن المراد بها دينه الذي فطر الناس عليه وأصبح ظاهرا عليهم كظهور الصبغة على الثوب0

والله تعالى أعلم

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 04:59 ص]ـ

الأخ الكريم أبو سارة

نعم هو ما قلت---لاحظ قوله (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ) ---فما هو الأمر الذي يطلب من النصارى الآيمان بمثله؟؟

أكيد يطلب منهم الآيمان بالدين المنزل على محمد:= هذا الدين الذي يصبغ الله به الإنسان فيظهر عليه واضحا جليا في سلوكه وأعماله وتعابير وجهه كظهور الصبغ على الثوب

قال أبو حيان في البحرالمحيط ((صبغة الله}: أي دين الله، قاله ابن عباس وسمي صبغة لظهور أثر الدين على صاحبه، كظهور أثر الصبغ على الثوب، ولأنه يلزمه ولا يفارقه، كالصبغ في الثوب)

أما قول الطبري

(((? يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِالصِّبْغَةِ: صِبْغَة الْإِسْلَام , وَذَلِكَ أَنَّ النَّصَارَى إذَا أَرَادَتْ أَنْ تَنْصُر أَطْفَالهمْ جَعَلَتْهُمْ فِي مَاء لَهُمْ تَزْعُم أَنَّ ذَلِكَ لَهَا تَقْدِيس بِمَنْزِلَةِ غُسْل الْجَنَابَة لِأَهْلِ الْإِسْلَام , وَأَنَّهُ صِبْغَة لَهُمْ فِي النَّصْرَانِيَّة , فَقَالَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره إذْ قَالُوا لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه الْمُؤْمِنِينَ بِهِ: {? كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا ?} قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّد: أَيّهَا الْيَهُود وَالنَّصَارَى , بَلْ اتَّبِعُوا مِلَّة إبْرَاهِيم صِبْغَة اللَّه الَّتِي هِيَ أَحْسَن الصَّبْغ , فَإِنَّهَا هِيَ الْحَنِيفِيَّة الْمُسْلِمَة , وَدَعُوا الشِّرْك بِاَللَّهِ وَالضَّلَال عَنْ مَحَجَّة هُدَاهُ))

ويظهر أنه يقصد أصل الملة ما كان عليه سيدنا إبراهيم لا الإسلام الدين الذي نزل على محمد عليه الصلاة والسلام

وفي رأيي الفقير أن رجوع صبغة إلى (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ) وهو دين الإسلام أقرب وأولى من رجوعها إلى ملة إبراهيم

وأميل إلى رفع " صبغة" على أنها خبر مبتدأ محذوف---أي" هذا الدين صبغة"---

ـ[الامين]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 11:43 م]ـ

بسم الله الحمن الرحيم

بعد إمعان البحث والتحقيق عن معنى صبغة الله تبين لي ما يلي: ان صبغة الله ترجع الى ارتباط العبد مع الله تعالى بنحو ما يشاء الله تعالى ويريده لا بما يشائه العبد ويريده، كما يدل عليه صدر الاية المباركة وذيلها، فان قوله تعالى: قولوا آمنا بالله. وقوله تعالى: ونحن له عابدون بيان للصبغة والعلة لتحققها، والايمان والعبودية انما يتحققان بما يشاء الله المعبود بالحق لا بما يشائه العابد. ومن ذلك يظهر ان تفسير الصبغة بالاسلام، او ملة ابراهيم، او دين الله كل ذلك صحيح وينبئ عن شي واحد.

وهو التوجه الى الله تعالى والانقطاع عن غيره.

فما ذكره الطبري من انها ملة ابراهيم او انها دين الإسلام كما استقربه كل من الاخوين جمال حسني وابو سارة فهو صحيح ويكون من باب التطبيق وذكر المصاديق بالنسبة الى بعض مراتب الصبغة، فان لها مراتب كثيرة كمراتب الايمان والاسلام. هذا من جهة

ومن جهة اخرى ان نصب صبغة الله في الاية يحتمل امرين: احدها ـ على انه بدل من قوله تعالى (بل مله ابراهيم) وتفسيرا له وهذا قد اختاره الاخفش.

والثاني: بالفعل المقدر أي: اتبعوا صبغة الله.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير