[الاستعارة عدول عن أصل الاختيار بالضابط المعنوي]
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[26 - 09 - 2005, 02:55 م]ـ
[الاستعارة عدول عن أصل الاختيار بالضابط المعنوي]
الاستعارة: استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة بين المعنى
المنقول عنه والمعنى المستعمل فيه، مع قرينة مانعة من إيراد المعنى الأصلي.
وذلك كقولنا: يزأر الجندي في عرينه، وهي استبدال لجملة:
: يزأر الأسد في عرينه،
وقولنا: يضحك البحر في القصر، وهي استبدال لجملة:
: يضحك الأمير في القصر، فكلمتا
الجندي والبحر استعملتا بالمعنى المجازي بسبب وجود علاقة
المشابهة بين الجندي والأسد، وبين الأمير و البحر، لأن الجندي بالمعنى الحقيقي
لا يزأر بل يزأر بالمعنى المجازي وهو الأسد، والبحر لا يضحك بالمعنى
الحقيقي، وإنما يضحك بالمعنى المجازي، وهو الأمير.
وجملة: الجندي يزأرفي عرينه، مبنية على الفعل يزأر، وكان من المفروض
أن أختار إلى جانبها كلمة الأسد، لتكون الجملة على سبيل الحقيقة، ولكن عدلنا
عن أصل الاختيار وأتينا بكلمة الجندي بسبب وجود علاقة المشابهة بين الجندي
والأسد، مما أدى إلى نقل كلمة الجندي من المعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي، وهو
الأسد، بسبب علاقة المشابهة بينهما في ذهن المتكلم، ودليل عملية الاستبدال
هو القرينة المانعة من إيراد المعنى الأصلى.
وجملة: يضحك البحر في القصرمبنيةعلى الفعل يضحك، وكان من
المفروض أن نأتي بكلمةالأمير لتكون الجملة على سبيل الحقيقة، ولكن عدلنا
عن أصل الاختيار بسبب وجود علاقة المشابهة بين الأمير والبحر
مما أدى إلى نقل كلمة البحر من المعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي
وهوالأمير، بسبب علاقة المشابهة بين الأمير والبحر في ذهن المتكلم ودليل
عملية الاستبدال هو القرينة المانعة من إيراد المعنى الأصلى، فالبحر
لا يضحك بالمعنى الأصلي، وإنما يضحك بالمعنى المجازي وهو الأمير.
والهدف من عملية نقل الكلمة من معناها الحقيقي إلى المعنى المجازي
هو الهدف المعنوي وهو التشبيه.
وقد تقترن الاستعارة بما يناسب المعنى المجازي والمعنى الحقيقي، وفي هذه
الحالة يتقدم ما يناسب المعنى المجازي، على ما يناسب المعنى الحقيقي، لأن
عملية التشبيه قد تمت في ذهن المتكلم، فيأتي بما يتناسب مع المعنى المجازي
وذلك بحسب الحاجة والأهمية المعنوية، كقول الشاعر:
لدى أسد شاكي السلاح مقذف له لبد أظفاره لم تقلم
فجاء أولا مع ما يتناسب مع المعنى المجازي للأسد وهو (الممدوح أو الرجل)
فقال: شاكي ........ إلخ، ثم أتبعه بما يتلاءم مع المعنى الحقيقي، وهو الأسد
الحقيقي، فقال: له لبد ....... إلخ.
والله أعلم