[السكينة التي في التابوت]
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 10:06 ص]ـ
:::
قوله تعالى (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ? (البقرة:248) (
ما السكينة؟
هل هي بمعنى الطمأنينة والهدوء؟
أم هل هي شيء محسوس ملموس كجسم له أبعاد؟؟
قال إبن عاشور فيها
((والسكينة فعيلة بمعنى الاطمئنان والهدوء، وفي حديث السعي إلى الصلاة «عليكم بالسكينة» وذلك أن من بركة التابوت أنه إذا كان بينهم في حرب أو سلم كانت نفوسهم واثقة بحسن المنقلب، وفيه أيضاً كتب موسى عليه السلام، وهي مما تسكن لرؤيتها نفوس الأمة وتطمئن لأحكامها، فالظرفية على الأول مجازية، وعلى الثاني حقيقية،))
وما لفت نظري أنه ضرب صفحا عن أقوال من فسرها بالجسمية
الذين نقل أقوالهم الطبري
(عن علي بن أبي طالب: هي ريح خجوج هفافة، لها رأسان، ووجه كوجه الإنسان .. وعن مجاهد: هي شيء، يشبه الهرة، له جناحان .. وعن ابن عباس: هي طشت من ذهب الجنة، كان يُغسل فيه قلوب الأنبياء)
فلله درّك يا ابن عاشور إذ لم تترك مجالا لمجدد بعدك
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 10:51 م]ـ
غفر الله لك يا جمال ..
كيف تمدح ابن عاشور وقد ضرب برأي السلف والاكابر عرض الحائط, ثم يا ليته اكتفى, بل قال بالقرآن برأيه, والعياذ بالله.
صحيح, أننا لا نعلم من أين أتى علي رضي الله عنه بقوله, أو مجاهد أو ابن عباس, وصحيح أنهم مختلفون .... ولكن هذا لا يبرر لابن عاشور ولا غيره القول ولا النظر, فنعوذ بالله من التفكير إن كان سيخالف السلف, وإن اختلف السلف فيما بينهم!.
ألا يعلم ابن عاشور أننا أعشار الرجال بجانبهم؟؟
سامحني, ولكن ما كان لك أن تنصره على السلف الصالح!.
ـ[الامين]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 03:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مهلا مهلا يا أخونا محمد بن عبد الله! ما كل أحمر تفاحا. . . فليس كل ما قاله ابن عاشور قد ضرب برأي السلف والاكابر عرض الحائط، بل قد ظلمته بقولك قال بالقرآن برأيه!
فدعني أفيدك حرفا وهو متى يصدق (التفسير بالرأي) الذي يكون موضوعا للنهي الوراد (من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار) هو فيما يفسر الانسان النص القرآني اعتمادا على رأيه وذوقه الشخصي، في مقابل الفهم العام للقرآن المتمثل بالظهور العرفي والذي يعتمد على القرائن السابقة. وتوضيح ذلك: أن العلماء يذكرون أن ظهور الكلام يمكن ان يكون على نحوين: أحدهما: (الظهور النوعي): وهو ان يكون ظهور الكلام ظهورا قائما لدى العرف العام ويفهمه (نوع الناس) وعامة الناس.
والاخر: (الظهور الشخصي): وهو الفهم الذي يختص به شخص ما من الناس والذي يعتمد عادة على الظروف الذهنية والنفسية والذوقية لذاك الانسان، حيث تجعله تحت تأثيرات معينة بحيث يفهم من الكلام معنى خاصا لا يفهمه غيره من الناس. وهذا النحو من الفهم للقرآن الكريم وهو الفهم الشخصي له والمعتمد على الظهور الشخصي لدى المفسر هو تفسير للقرآن بالرأي وهو التفسير المنهي عنه، مثل تفسير المتصوفة أو بعض أصحاب العقائد الفاسدة الذين لهم ذهنيات ومصطلحات خاصة تكونت ضمن ثقافتهم، ويفسرون القرآن على أساس تلك التصورات والمصطلحات.
واما التفسير الذي يتم من خلال الرجوع الى مجموعة القرائن والادلة والشواهد الموجودة في الكتاب والسنة الشريفة. فهو ليس من التفسير المنهي عنه.
وهنا ما قاله ابن عاشور ليس مخالفاً للقران نفسه فضلا لما ذهب اليه السلف وذلك:
فان قوله (والسكينة فعيلة بمعنى الاطمئنان والهدوء .... ) يظهر من كلامه ان السكينة هي سكينة القلب واستقرار النفس وربط الجأش.
وهذا كما ترى قريب الانطباق على قوله تعالى: " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السموات والارض وكان الله عليما حكيما " الفتح – 4.
وكذلك يقرب من قوله تعالى: " فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها " الفتح - 26، وكذا قوله تعالى: " فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها " التوبة - 40.
فهو فسر القران بالقران وليس بالرأي.
واما ما ورد عن علي بن أبي طالب (عليه السلام): من انها ريح خجوج هفافة، لها رأسان، ووجه كوجه الإنسان .. وعن مجاهد: هي شيء، يشبه الهرة، له جناحان .. وعن ابن عباس: هي طشت من ذهب الجنة، كان يُغسل فيه قلوب الأنبياء.
فهو لا يتنافى مع ما ذكره ابن عاشور لانها سواء كانت ريحا او ما يشبه الهرة او طشت من ذهب الجنة .... فان كلها مصاديق واشارات الى ما يوجب السكون.
وعلى أي حال من مجموع كلمات السلف يستفاد ان هذه السكينة امر معنوي من عالم الغيب مؤيد من قبل الله تعالى فيه ادراك وشعور ولا ينافي ذلك تصويرها بصور مختلفة.
ولي بعد هذا كله وقفه وعتاب أخوي مع الأخ محمد بن عبد الله حاصله: إنه من خلال تتبعي لمقالتك وردودك اجد انك شديد الوطأة قاسي الكلمات بعيد عن الحوار وأسلوب النقاش الهادئ. فياخي نرجوا ونأمل منك ومن غيرك في هذا المنتدى الاصيل بان يكون الحوار هادئ ورصين بكل مفرداته وأساليبه وأن يكون لدينا من سعة الصدر ما لدى الجامعات الغربية الذين يأنس بعضهم بالنقد الفكري. . بل آمل أن يكون عندنا سعة صدر علماء السلف الصالح، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.
مع كل محبتنا وإخلاصنا لك ولجميع الاخوة الكرام
¥