تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فصل في إتصال اللفظ والمعنى على خلافه----عند الزركشي]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 08:20 م]ـ

فصل فى اتصال اللفظ والمعنى على خلاف


وقد يكون اللفظ متصلا بالآخر والمعنى على خلافه كقوله تعالى) ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة (فقوله) كأن لم تكن بينكم وبينه مودة (منظوم بقوله) قال قد أنعم الله علي (لأنه موضع الشماتة

وقوله) كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون (فإنه متصل بقوله) وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون

(وقوله) ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم (جواب الشرط قوله تعالى) تولوا وأعينهم تفيض من الدمع (وقوله) قلت لا أجد ما أحملكم عليه (داخل فى الشرط

وقوله) وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به (إلى قوله) إلا قليلا (فقوله) إلا قليلا (متصل بقوله) لعلمه الذين يستنبطونه منهم (ومثل بقوله) ولولا فضل الله عليكم ورحمته (على تأويل ولولا فضل الله عليكم ورحمته إلا قليلا ممن لم يدخله فى رحمته واتبعوا الشيطان لا تبعتم الشيطان

ومما يحتمل الاتصال والانقطاع قوله تعالى) في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه (يحتمل أن يكون متصلا بقوله) فيها مصباح (أى المصباح فى بيوت ويكون تمامه على قوله) ويذكر فيها اسمه (و) يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال (صفة للبيوت ويحتمل أن يكون منقطعا خبراا لقوله و) رجال لا تلهيهم (

ومما يتعين أن يكون منقطعا قوله) ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين (مستأنف لأنه لو جعل متصلا بيعزب لاختل المعنى إذ يصير عاى حد قولك ما يعزب عن ذهنى إلا فى كتاب أى استدراكه

وقوله) فيه هدى للمتقين (منهم من قضى باستئنافه على أنه مبتدأ وخبر ومنهم من قضى بجعل) فيه (خبر) لا (و) هدى (نصب على الحال فى تقدير) هاديا (

ولا يخفى انقطاع) الذين يحملون العرش (عن قوله) أنهم أصحاب النار (
وكذا) فلا يحزنك قولهم (عن قوله سبحانه) إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون (

وكذلك قوله) فأصبح من النادمين (عن قوله) من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 07 - 2005, 08:50 م]ـ
# وللنناقش أول آية تعرض لها الزركشي وهي (وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَنْ لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً* وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) 72 - 73 النساء

وها هو قول الزركشي فيها (وقد يكون اللفظ متصلا بالآخر والمعنى على خلافه كقوله تعالى) ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة (فقوله) كأن لم تكن بينكم وبينه مودة (منظوم بقوله) قال قد أنعم الله علي (لأنه موضع الشماتة)

فما معنى كلام الزركشي بدقة؟؟

جملة "كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ " معترضة.

الكلام الكامل هو بالمعنى كما يلي " لَيَقُولَنَّ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ "

وهل يعقل أنّ المنافق بينه وبين المؤمنين مودة حقيقية؟

طبعا لا

فالجملة المعترضة سيقت تهكما بهم

تماما كقولك "هؤلاء الأمريكان _ الذين يهتمون بشؤوننا _ عليهم لعنة الله"

فالمنافق الذي لا يخرج معهم يقول في حالة إصابة المسلمين بمصيبة (قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً) --فهذه الجملة القرآنية تبين حقيقة حاله
فإذا نظمت هذه الجملة بالجملة المعترضة "كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ " لعلمت أن الجملة المعترضة شماتة بالمنافق

قال الزمخشري (وقوله: {كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} اعتراض بين الفعل الذي هو (ليقولن) وبين مفعوله وهو {ي?لَيْتَنِى} والمعنى كأن لم تتقدم له معكم موادّة، لأن المنافقين كانوا يوادّون المؤمنين ويصادقونهم في الظاهر، وإن كانوا يبغون لهم الغوائل في الباطن، والظاهر أنه تهكم لأنهم كانوا أعدى عدوّ للمؤمنين وأشدهم حسداً لهم، فكيف يوصفون بالمودّة إلا على وجه العكس تهكماً بحالهم.)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير