تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مما يعين على المعنى عند الإشكال]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 - 08 - 2005, 08:47 ص]ـ

مما يعين على المعنى عند الإشكال أمور


أحدها
رد الكلمة لضدها كقوله تعالى) ولا تطع منهم آثما أو كفورا (أي ولا كفورا والطريقة أن يرد النهى منه إلى الأمر فنقول معنى أطع هذا أو هذا أطع أحدهما وعلى هذا معناه فى النهى ولا تطع واحدا منهما

الثانى
ردها إلى نظيرها كما فى قوله تعالى) يوصيكم الله في أولادكم (فهذا عام وقوله) فوق اثنتين (قول حد أحد طرفيه وأرخى الطرف الآخر إلى غير نهاية لأن أول ما فوق الثنتين الثلاث وآخره لا نهاية له وقوله) وإن كانت واحدة (محدوده الطرفين فالثنتان خارجتان من هذا الفصل وأمسك الله عن ذكر الثنتين وذكر الواحده والثلاث وما فوقها وأما قوله في الأخوات) إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك (الآية فذكر الواحده والاثنتين وأمسك عن ذكر الثلاث وما فوقهن فضمن كل واحد من الفصلين ما كف عن ذكره في الاخر فوجب حمل كل واحد منهما فيما امسك عنه فيه على ما ذكره في غيره

الثالث
ما يتصل بها من خبر أو شرط او ايضاح في معنى آخر كقوله تعالى) من كان يريد العزة فلله العزة جميعا (يحتمل أن يكون معناها من كان يريد أن يعز أو تكون العزة له لكن قوله تعالى) فلله العزة جميعا (يحتمل أن يكون معناها من كان أن يعلم لمن العزة فإنها لله
وكذلك قوله) إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله (فإنه لا دلالة فيها على الحال التي هي شرط في عقوبته المعينة وأنواع المحاربة والفساد كثيرة وإنما استفيدت الحال من الادلة الدالة على أن القتل على من قتل ولم يأخذ المال والصلب على من جمعها والقطع على من أخذ المال ولم يقتل والنفي على من لم يفعل شيئا من ذلك سوى السعي في الأرض بالفساد

الرابع

دلالة السياق فإنها ترشد الى تبيين المجمل والقطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الدلالة وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم فمن اهمله غلط في نظيره وغالط في مناظراته وانظر إلى قوله تعالى) ذق إنك أنت العزيز الكريم (
كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير

الخامس
ملاحظة النقل عن المعنى الأصلي وذلك أنه قد يستعار الشيء لمشابهة ثم يستعار من المشابه لمشابه المشابه ويتباعد عن المسمى الحقيقي بدرجات فيذهب عن الذهن الجهة المسوغة لنقه من الأول إلى الآخر وطريق معرفة ذلك بالتدريج كقوله تعالى) لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين (وذلك أن اصل دون للمكان الذي هو أنزل من مكان غيره ومنه الشيء الدون للحقير ثم استعير للتفاوت في الأحوال والرتب فقيل زيد دون عمرو في العلم والشرف ثم اتسع فيه فاستعير في كل ما يتجاوز حدا إلى حد وتخطى حكما إلى حكم آخر كما في الآية المذكورة والتقدير لا تتجاوزوا ولاية المؤمنين إلى ولاية الكافرين

وكذلك قوله تعالى) وادعوا شهداءكم من دون الله (أي تجاوزوا الله في دعائكم إلى دعاء آلهتكم الذين تزعمون أنهم يشهدون لكم يوم القيامة أي لاتستشهدوا بالله فإنها حجة يركن إليها العاجز عن البينات من الناس بل ائتوا ببينة تكون حجة عند الحكام وهذا يؤذن بأنه لم يبق تشبث سوى قولهم الله يشهد لنا عليكم هذا إذا جعلت من دون الله متعلقا بادعوا فإن جعلته متعلقا ب) شهداءكم (احتمل معنيين أحدهما أن يكون المعنى ادعوا الذين تجاوزتم في زعمكم شهادة الله أي شهادتهم لكم يوم القيامة والثاني على أن يراد بشهدائكم آلهتكم أي ادعوا الذين تجاوزتم في اتخاذكم ألوهية الله إلى ألوهيتهم
ويحتمل أن يكون التقدير من دون الله أي من غير المؤمنين يشهدون لكم أنكم آمنتم بمثله وفي هذا إرخاء عنان الاعتماد على أن فصحاءهم تأنف نفوسهم من مساجلة الحق الجلي بالباطل اللجلجي وتعليقه بادعوا على هذا جائز
ومنه قوله تعالى) أو كالذي مر على قرية (فإنه عطفه على قوله) ألم تر (لأنها بمعنى هل رأيت

السادس
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير