تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما هي الحاجة التي كانت في نفس يعقوب]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 07:12 ص]ـ

قوله تعالى

(وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن

شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ

أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) 68 يوسف

ما هي الحاجة التي كانت في نفس يعقوب والتي اقتضت أن يطلب منهم أن يدخلوا من أبواب متعددة وليس من باب واحد

قال تعالى (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ)

هل هي حاجة أمنية؟؟

أعني كإحتياط إن تعرضوا لغدر لا يصابون به كلهم؟

ما هي الحاجة؟

أنتظركم

ـ[البصري]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 11:57 ص]ـ

قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: قالوا: هي دفع إصابة العين لهم ... انتهى.

فيعقوب ـ عليه السلام ـ خشي إن رأى الناس أبناءه مجتمعين، وهم من هم في حسنهم وجمالهم أن يصيبوهم بالعين، ومن هنا أمرهم ببذل السبب، رجاء حصول المسبب، وهو اندفاع العين عينهم.

ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن المسلم مأمور ببذل السبب، وإن كان السبب لا يؤثر ولا يغني بذاته، إلا بأمر الله ـ عز وجل ـ

قال ابن القيم - رحمه الله -: ومن علاج ذلك أيضا والاحتراز منه ـ يعني العين والحسد ـ ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه، كما ذكر البغوي في كتاب " شرح السنة " أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ رأى صبيا مليحًا، فقال: دسموا نونته، لئلا تصيبه العين، ثم قال في تفسيره: ومعنى: دسموا نونته: أي: سودوا نونته، والنونة: النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير. (الطب النبوي – ص 173)

وقال محمد بن مفلح: وليحترز الحسن من العين والحسد بتوحيش حسنه. (الآداب الشرعية 3/ 60)

وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله -: والتحرز من العين مقدما لا بأس به ولا ينافي التوكل، بل هو التوكل؛ لأن التوكل الاعتماد على الله ـ سبحانه ـ مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها، وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعوذ الحسن والحسين ويقول: " أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة " ويقول: " هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل ـ عليهما السلام ـ " أخرجه الإمام البخاري.

والله أعلم.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 04:22 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

القول الذي نقله أخونا البصري - حفظه الله - عن ابن كثير، نجده أيضاً عند الطبري والقرطبي - رحمهم الله جميعاً - في تفسيرهم للآية (67) من السورة نفسها. ويعلّق ابن النحاس على الروايات المختلفة في إعرابه، فيقول: (أصحّ ما قيل فيه أنه خاف أن يدخلوا جميعاً فيبلغ الملك الأعظم أمرهم فيلحقهم منه مكروه أو يحسدهم من رآهم مجتمعين. ولا معنى للعين ههنا لأن بعده " مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ " .. ). وإلى هذا القول الأخير ذهب أيضاً الفراء في "معاني القرآن".

فمع احتمال هذا المعنى .. إلا أنه لا يتناسب وهذا الوصف عن يعقوب عليه السلام. وأغلب الظن أن يعقوب عليه السلام قد بدأ يشكّ في أمر القافلة التي ترافقهم كل مرة وتنفرد بالمكاسب وحسن الضيافة دونهم. فكأنّ يعقوب عليه السلام قد أراد أن يضيّع على رجال القافلة ومخابراتها قدرتها على الرّصد وملاحقتها للأنباء. فكان أن غيّر هذا "التكتيك" من مألوف المعاملة وعجّل في افتعال الصدام (من جانب يوسف عليه السلام) مع إخوته. وهو الأمر الذي كشفه الله تعالى بمثل هذا الوضوح " كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ ".

ثم إنها ملاحظة بالغة الدلالة على أن تجمّع يهود ما كان ليعود عليهم بخير وأن نجاءهم، إن كان لهم ثمّة نجاء، فإنما يكون من حيث تفرّقوا في البلاد. وقد جرّبوا التجمّع عشرات المرّات زمان الدولة الرومانية وكانت تحلّ عليهم الكوارث والنكبات. وجرّبوا ذلك مع مشركي العرب زمان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكان أن استأصل الإسلام شأفتهم. ولو أنهم يتدبّرون القرآن الكريم لأخذوا العبرة الكاملة - قبل فوات الأوان - إن كان ثمّة من بقي منهم من نسل إخوة يوسف عليه السلام أحد (من أبيه). وإني لفي شكّ من ذلك مريب.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 08:04 م]ـ

الأخوان البصري والطيبي

تأملا ما أقول

((((قوله عز وجل

(مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن

شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا)

أساس في مفهوم القضاء---فلو نفذوا طلب الوالد أو لم ينفذوه فما قضاه الله حاصل بلا شك-----فهي مجرد حاجة أو رغبة في نفس يعقوب بأن يحتاطوا من أخطار محتملة سواء خطر أن يحسدوا بالعين----أو خطر أن يحاط بهم

أما القرائن على الأخطار المادية فهي قوله تعالى قبل هذه الآية على لسان يعقوب

(قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) 65

فهو كان يخشى خطر الإحاطة بهم---فهي إذن الحاجة التي في صدره---وخصوصا أنهم عادوا إليه متهمين من حاكم مصر)))

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير