تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المجاز المفرد المرسل عدول عن أصل الاختيار بالضابط المعنوي]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[15 - 09 - 2005, 05:47 م]ـ

[المجاز المفرد المرسل عدول عن أصل الاختيار بالضابط المعنوي]

يعرف البلاغيون المجاز المفرد المرسل بأنه الكلمة المستخدمة في غير معناها الأصلي بوجود علاقة غير المشابهة بين المعنى الأصلي والمعنى المجازي.

والمجاز عدول عن أصل الاختيار على المحور التنويعي للغة، ومما يدل على ذلك هو القرينة المانعة من إيراد المعنى الأصلي، فنحن عندما نقول:

رعت الماشية الغيث، فهذه الجملة استبدال لجملة:

رعت الماشية العشب.

فالجملة مبنية على الفعل: رعى، ولهذا يجب أن تتفق جميع المباني التابعة له أو المبنية عليه، معه معنويا على سبيل الحقيقة، ولكن عندما استبدلنا كلمة الغيث بالعشب حصل العدول عن أصل الاختيار وتحولت الجملة من الحقيقة إلى المجاز، لأن الغيث لا يرعى، والقرينة المانعة من إيراد المعنى الأصلي هي: رعت، لأن الماشية لا ترعى الغيث بالمعنى الأصلي.

والهدف من العدول هو معنوي على الأغلب، ومن ذلك قوله تعالى" وينزل لكم من السماء رزقا"والذي ينزل من السماء هو الغيث وليس الرزق، ولكن عدل عن أصل الاختيارللدلالة على أن الرزق من عند الله والرازق هو الله.

وقال تعالى"جعلوا أصابعهم في اّذانهم " والذي يوضع في الأذن هو الأنمل، ولكن عدل عن أصل الاختيار لبيان الاستنكار وشدة رفض الاستماع من قِبل قومه، ومما يدل على ذلك قوله تعالى بعد ذلك" واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا*.وقال تعالى"ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا"والمولود عندما يولد لا يكون فاجراولا كفارا، ولكن عدل عن الأصل لبيان علم الله المستقبلي.

وقال تعالى""ففي رحمة الله هم فيها خالدون"والمراد من الرحمة هو الجنةالتي تحل فيها الرحمة، وقد عدل عن الأصل للدلالةعلى احتواء الرعاية والرحمة الإلهية لهم واحتوائها لهم واشتمالها عليهم كما يشتملهم المكان.

وقال تعالى"واّتوا اليتامى أموالهم"أي الذين كانوا يتامى، ثم بلغوا، وقد عدل عن الأصل حتى لا ننسى كونهم يتامى، لأن بلوغهم قد يشجع الوصي على الأخذ من أموالهم، والنفس أمارة بالسوء.

وقال تعالى" فتحرير رقبة مؤمنة"ولكن، لماذا الرقبة بالذات من دون سائر الأعضاء؟ لأن الرقبة مستند الرأس، واستقامتها و انحناؤها يدلان على عزة العزيز وذلة العبد الذليل.

وهكذا فالقراّن الكريم لا يعدل عن أصل الاختيار أو عن أصل التأليف إلا للهدف المعنوي (معنى المعنى، أمن اللبس، القصر) غالبا، وربما كان العدول من أجل الغرض اللفظي.

فالكلام اختيار وتأليف بحسب الحاجة والأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.

والله أعلم

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 09 - 2005, 06:00 م]ـ

[المجاز المفرد المرسل عدول عن أصل الاختيار بالضابط المعنوي]

يعرف البلاغيون المجاز المفرد المرسل بأنه الكلمة المستخدمة في غير معناها الأصلي بوجود علاقة غير المشابهة بين المعنى الأصلي والمعنى المجازي.

والمجاز عدول عن أصل الاختيار على المحور التنويعي للغة، ومما يدل على ذلك هو القرينة المانعة من إيراد المعنى الأصلي، فنحن عندما نقول:

رعت الماشية الغيث، فهذه الجملة استبدال لجملة:

رعت الماشية العشب.

فالجملة مبنية على الفعل: رعى، ولهذا يجب أن تتفق جميع المباني التابعة له أو المبنية عليه، معه معنويا على سبيل الحقيقة، ولكن عندما استبدلنا كلمة الغيث بالعشب حصل العدول عن أصل الاختيار وتحولت الجملة من الحقيقة إلى المجاز، لأن الغيث لا يرعى، والقرينة المانعة من إيراد المعنى الأصلي هي: رعت، لأن الماشية لا ترعى الغيث بالمعنى الأصلي.

والهدف من العدول هو معنوي على الأغلب، ومن ذلك قوله تعالى" وينزل لكم من السماء رزقا"والذي ينزل من السماء هو الغيث وليس الرزق، ولكن عدل عن أصل الاختيارللدلالة على أن الرزق من عند الله والرازق هو الله.

وقال تعالى"جعلوا أصابعهم في اّذانهم " والذي يوضع في الأذن هو الأنمل، ولكن عدل عن أصل الاختيار لبيان الاستنكار وشدة رفض الاستماع من قِبل قومه، ومما يدل على ذلك قوله تعالى بعد ذلك" واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا*.وقال تعالى"ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا"والمولود عندما يولد لا يكون فاجراولا كفارا، ولكن عدل عن الأصل لبيان علم الله المستقبلي.

وقال تعالى""ففي رحمة الله هم فيها خالدون"والمراد من الرحمة هو الجنةالتي تحل فيها الرحمة، وقد عدل عن الأصل للدلالةعلى احتواء الرعاية والرحمة الإلهية لهم واحتوائها لهم واشتمالها عليهم كما يشتملهم المكان.

وقال تعالى"واّتوا اليتامى أموالهم"أي الذين كانوا يتامى، ثم بلغوا، وقد عدل عن الأصل حتى لا ننسى كونهم يتامى، لأن بلوغهم قد يشجع الوصي على الأخذ من أموالهم، والنفس أمارة بالسوء.

وقال تعالى" فتحرير رقبة مؤمنة"ولكن، لماذا الرقبة بالذات من دون سائر الأعضاء؟ لأن الرقبة مستند الرأس، واستقامتها و انحناؤها يدلان على عزة العزيز وذلة العبد الذليل.

فالكلام اختيار وتأليف بحسب الحاجة والأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.

والله أعلم

إلى الأمام يا ورد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير