تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الرتبة البلاغية المعنوية (2)]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[31 - 08 - 2005, 12:46 م]ـ

[ a؟"lign=center الرتبة البلاغية المعنوية [/ align]

قال تعالى: وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالمِ الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين"صدق الله العظيم.

تقديم السماء على الأرض من التقديم بالأهمية والفضل والشرف، وغالبا ما تذكر السماوات والأرض في سياق الاّيات الدالة على وحدانية الله وربوبيته، ومعلوم أن الاّيات في السماوات أعظم منها في الأرض، لسعتها وعظمها وعجائبها ...... إلخ، كما أن تقديم السماء منتظم بقوله "عالم الغيب"إذ غيب السماء أعظم من غيب الأرض، وبهذا يترتب الكلام بحسب الأهمية المعنوية.

وهناك شيء اّخر وهو الفصل بين الصفة (عالم الغيب) والموصوف (ربي) بجملة جواب القسم، وقد جاء هذا الفصل من أجل أن تتصل الصفة بما بعدها وهو قوله تعالى"لا يعزب عنه مثقال ذرة ....... "،وهذا يعني أن جواب القسم قد تقدم بمنزلة المعنى وأهميته وتأخرت الصفة في الأهمية المعنوية لتلتقي مع ما بعدها، من أجل أن يترتب الكلام بحسب قوة العلاقة المعنوية ومن أجل أمن اللبس.

ومما اجتمع فيه الأصل والعدول قوله تعالى في سورة فاطر (38وما بعدها) "إن الله عالم غيب السماوات والأرض"فتقدم ذكر السماوات لأن معلوماتها أكثر، فكان تقديمها أدل على صفة العالمية، ثم قال تعالى"قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات" فبدأ بذكر الأرض لأنه في سياق تعجيز الشركاء عن الخلق والمشاركة، وأمر الأرض في ذلك أيسر من السماء بكثير، فبدأ بالأرض مبالغة في بيان عجزهم، لأن من عجز عن أيسرالأمرين كان عن أعظمهما أعجز. ثم قال سبحانه"إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا" فقدم السماوات تنبيها على عظم قدرته سبحانه، لأن خلقها أكبر من خلق الأرض ومن قدر على إمساك الأعظم كان على الأصغر أقدر. فهنا نجد المقارنة بين القوة والقدرة الإلهية من ناحية وبين العجزعند الشركاء من ناحية أخرى، وقد ترتب الكلام بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 09 - 2005, 03:15 م]ـ

طيب

أخ عزام

في قوله تعالى (لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين)

الذي لا يعزب عنه ما صغر عن مثقال الذرة أليس من باب أولى أن لا يعزب عنه ما كبر عن مثقالها؟؟

فلم ذكر المولى عز وجل ما كبر عن مثقالها؟؟

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[01 - 09 - 2005, 09:59 م]ـ

لأنها سبقث بقوله تعالى: عالم الغيب ولأن غيب السماء أعظم من غيب الأرض، فيحدث التناسب في المعاني.

والله أعلم

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[02 - 09 - 2005, 11:51 ص]ـ

متابعة:

ذكر الله تعالى أنه عالم الغيب، ومن يعلم الغيب يعلم الصغيرة قبل الكبيرة، وليس العكس. ونحن نقول مثلا: فلان عالم يعرف الصغيرة والكبيرة، فإن كان يعرف الكبيرة فقط فهو ليس بعالم لأن الأمورالصغيرة والأمور الدقيقة تخفى عنه، وهذا مثل ذاك، فمن أجل إثبات أنه سبحانه وتعالى عالم بالغيب فلا بد أن يكون عارفا بالصغيرة قبل الكبيرة.

أما ذكر ما كبر بعد أن ذكر ما صغر، فهو من أجل إفادة الشمول، وأنه سبحانه لا تخفى عليه خافية.

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير