تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 04:59 م]ـ

:::

قال تعالى

(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18) النساء

قال فيها الطبري

(ما التوبة على الله لأحد من خلقه، إلا للذين يعملون السوء من المؤمنين بجهالة. {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} يقول: ما الله براجع لأحد من خلقه إلى ما يحبه من العفو عنه والصفح عن ذنوبه التي سلفت منه، إلا للذين يأتون ما يأتونه من ذنوبهم جهالة منهم وهم بربهم مؤمنون، ثم يراجعون طاعة الله ويتوبون منه إلى ما أمرهم الله به من الندم عليه والاستغفار وترك العود إلى مثله من قبل نزول الموت بهم. وذلك هو القريب الذي ذكره الله تعالى ذكره، فقال: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ}.

والذي يظهر وجود قيدين--وهما " أن يعمل السّوء بجهالة" وأن "يتوب عما قريب"والجهالة --هي "تطلق على سوء المعاملة وعلى الإقدام على العمل دون رويَّة، وهي ما قابل الحِلم، " كما قال إبن عاشور وهي لا تعني عكس العلم--أي الجهل--فالجاهل بكون العمل من الذنوب لا إثم عليه اللهم إلّا إثم عدم توقفه عنه قبل التبين

ومن قريب--لا تعني قبل حضور الموت لأن الآية التي تلتها ذكرت هذه القضية--ولأنّه ما من أحد يعلم ساعة موته---"من قريب " تعني من زمن قريب للمعصية--أي عقب المعصية--وتعني أيضا قبل عجزه عن القيام بالمعصية كمن يتوقف عن الزنا لعجزه عن مواقعة النساء مثلا

وهذا القيد مهم جدا لانتظام الحياة الإجتماعية وفق قوانين ثابتة--فمن يعمل ذنبا ولا يتوب عقبه ثمّ يكرر ذنبه لا تقبل توبته

وهنالك أمران

# قبول التوبة--فقبول التوبة تعنى رضى الله عن تحسن سير العبد بعد توبته عازما على الإقلاع عن ذنبه فيسهّل له طريق الخير

# العفو عن الذنب

أمر من أمور الآخرة---حيث توزن الأعمال فإن رجحت السيئات على الحسنات فهو ضمن المشيئة إن شاء الله غفر له فيدخله الجنّة أو عذبّه بمقدار معين بحسب الرجحان

أمّا الأحاديث التي تحث على التوبة من مثل قوله عليه الصلاة والسلام

(التائب من الذنب كمن لا ذنب له) فهي أحاديث تفهم في سياق حضّ المؤمنين على التوبة لما لذلك من أثر على سير المجتمع سيرا متجانسا لا في سياق إلغاء ما يترتب عليه جراء ذنبه--وخصوصا إن كان ذنبه متعلق في حق عبد من العباد.

أمّا الحدود فهي جوابر فمن أصاب حدّا وعوقب فلا عقاب أخروي عليه

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 07 - 2005, 09:55 م]ـ

:::

قال تعالى

(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18) النساء

قال فيها الطبري

(ما التوبة على الله لأحد من خلقه، إلا للذين يعملون السوء من المؤمنين بجهالة. {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} يقول: ما الله براجع لأحد من خلقه إلى ما يحبه من العفو عنه والصفح عن ذنوبه التي سلفت منه، إلا للذين يأتون ما يأتونه من ذنوبهم جهالة منهم وهم بربهم مؤمنون، ثم يراجعون طاعة الله ويتوبون منه إلى ما أمرهم الله به من الندم عليه والاستغفار وترك العود إلى مثله من قبل نزول الموت بهم. وذلك هو القريب الذي ذكره الله تعالى ذكره، فقال: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ}.

والذي يظهر وجود قيدين--وهما " أن يعمل السّوء بجهالة" وأن "يتوب عما قريب"والجهالة --هي "تطلق على سوء المعاملة وعلى الإقدام على العمل دون رويَّة، وهي ما قابل الحِلم، " كما قال إبن عاشور وهي لا تعني عكس العلم--أي الجهل--فالجاهل بكون العمل من الذنوب لا إثم عليه اللهم إلّا إثم عدم توقفه عنه قبل التبين

ومن قريب--لا تعني قبل حضور الموت لأن الآية التي تلتها ذكرت هذه القضية--ولأنّه ما من أحد يعلم ساعة موته---"من قريب " تعني من زمن قريب للمعصية--أي عقب المعصية--وتعني أيضا قبل عجزه عن القيام بالمعصية كمن يتوقف عن الزنا لعجزه عن مواقعة النساء مثلا

وهذا القيد مهم جدا لانتظام الحياة الإجتماعية وفق قوانين ثابتة--فمن يعمل ذنبا ولا يتوب عقبه ثمّ يكرر ذنبه لا تقبل توبته

وهنالك أمران

# قبول التوبة--فقبول التوبة تعنى رضى الله عن تحسن سير العبد بعد توبته عازما على الإقلاع عن ذنبه فيسهّل له طريق الخير

# العفو عن الذنب

أمر من أمور الآخرة---حيث توزن الأعمال فإن رجحت السيئات على الحسنات فهو ضمن المشيئة إن شاء الله غفر له فيدخله الجنّة أو عذبّه بمقدار معين بحسب الرجحان

أمّا الأحاديث التي تحث على التوبة من مثل قوله عليه الصلاة والسلام

(التائب من الذنب كمن لا ذنب له) فهي أحاديث تفهم في سياق حضّ المؤمنين على التوبة لما لذلك من أثر على سير المجتمع سيرا متجانسا لا في سياق إلغاء ما يترتب عليه جراء ذنبه--وخصوصا إن كان ذنبه متعلق في حق عبد من العباد.

أمّا الحدود فهي جوابر فمن أصاب حدّا وعوقب فلا عقاب أخروي عليه

الحمد لله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير