وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 07 - 2005, 09:38 م]ـ
:::
قال تعالى
(وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ* لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) 33 - 35 الزمر
هل يعني استخدام السياق لفعل التفضيل "أسوأ" أنّ أعمالهم الأقل سوءا لن يكفّرها لهم الله؟؟
وهل يعني استخدامه لفعل التفضيل " أحسن" أن أعمالهم الأقل درجة لن يجزيهم الله أجرهم عليها؟؟
قال " مقاتل" شيخ المرجئة الذين يقولون "لا يضر مع الآيمان معصية ولا ينفع مع الكفر طاعة" قال
(إنها تدل على أن من صدق الأنبياء والرسل فإنه تعالى يكفر عنهم أسوأ الذي عملوا، لأن الظاهر من الآية يدل على أن التكفير إنما حصل في حال ما وصفهم الله بالتقوى وهو التقوى من الشرك، وإذا كان كذلك وجب أن يكون المراد منه الكبائر التي يأتي بها بعد الإيمان، فتكون هذه الآية تنصيصاً على أنه تعالى يكفر عنهم بعد إيمانهم أسوأ ما يأتون به وذلك هو الكبائر))
إنّ تفسيره مشكلة عقدية من حيث أعملوا ما شئتم طالما أنتم مؤمنون---فأسوأ الذنوب مغفورة إذا كنت مؤمنا
لا بد من محاولة التعرف على مفهوم أسوأ الأعمال لنخلص من هذا الإشكال العقدي--ولا بد أن يكون أسوأ الأعمال عملا واحدا فما هو؟؟
إنّه الشرك أو الكفر أو التكذيب بالرسالة--إنّه ما يعاكس الآيمان--فمن صدّق بالصدّق يكفّر عنه الله تعالى أسوأ ما عمل قبل تصديقه وهو كفره السابق---ولا يقل أحد أنّ هذا معروف ضمنا لأن الإسلام يجبّ ما قبله--لسبب بسيط وهو أنّ هذه الآية من الأدلة على أنّ الإسلام يجبّ ماقبله
أمّا جملة (وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) فإنه ينظر إلى أحسن عمل عملوه والذي له أجر معلوم عند رب العباد فيجزيهم على قياسه على أعمالهم الأخرى أيضا وإن كانت أقل من هذا العمل جودة وصلاحا
بقيت نقطة--ما الداعي لاستخدام السياق في الشق الأول الفعل الماضي "عملوا" وفي شق الحسنات استخدم صيغة المستقبل "يَعْمَلُونَ"؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[21 - 07 - 2005, 04:44 م]ـ
ألا يمكن ان تكون " أسوأ " و " أحسن " هنا بمعنى: سيئ , حسن، ويكون معنى الآية: ليكفر الله عنهم سيئ ما عملوا، ويجزيهم أجرهم بحسن ما كانوا يعملون؟ وهذا الذي أقول له نظائر في العربية.
أما " عملوا " فلأنه عمل مضى وانتهى، وكفره الله ومحاه، وأما " يعملون " فنظرًا لما سيأتي من أعمال حسنة، ولأن العمل الصالح قد يمتد حتى بعد الوفاة، بما ذكر من مثل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ... " وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
" وفوق كل ذي علم عليم "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 07 - 2005, 09:20 م]ـ
الاخ البصري
قال أبو حيّان في البحر المحيط
(والظاهر أن أسوأ أفعل تفضيل، وبه قرأ الجمهور: وإذا كفر أسوأ أعمالهم، فتكفير ما هو دونه أحرى.
وقيل: أفعل ليس للتفضيل، وهو كقولك: الأشج أعدل بني مروان، أي عادل، فكذلك هذا، أي سيء الذين عملوا. ويدل على هذا التأويل قراءة ابن مقسم، وحامد بن يحيى، عن ابن كثير: أسوأ هنا؛ وفي حم السجدة بألف بين الواو والهمزة جمع سوء، ولا تفضيل فيه)
فما قلته هو قول قيل ولا نخالف--ولكننا على قناعة بأنّ أسوأ هنا فعل تفضيل
وقال (والظاهر أن بأحسن أفعل تفضيل فقيل: لينظر إلى أحسن طاعاته فيجزي الباقي في الجزاء على قياسه، وإن تخلف عنه بالتقصير)
أما قولك فيما يتعلق باستخدام الفعل الماضي "عملوا" فأنا أوافقك عليه
وكذلك أوافقك على تعليلك لاستخدامه المضارع " يعملون" كإشارة على استمرار عملهم الصالح
ودمت لنا