تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما الحكمه من تقديم الصبار على الشكور؟؟؟]

ـ[سليم]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 10:10 م]ـ

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:" وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ *"

هنا قدم الصبار على الشكور, ما وجه البلاغه فيها؟؟؟

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 07:14 ص]ـ

قوله تعالى

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) 5 ابراهيم

يظهر لي أن أيّام الله التي ذكّرهم بها معظمها أيّام بؤس وشقاء والقليل منها أيام نعيم وهناء--فذكر الصبر بصيغة المبالغة للدلالة على ذلك---أي على كون الأيام التي تتطلب الصبر كثيرة نسبة للتي تتطلب الشكر

قال إبن عاشور (ولكون الآيات مختلفة، بعضها آيات موعظة وزجر وبعضها آيات منة وترغيب، جُعلت متعلقة بـ {كل صبار شكور} إذ الصبر مناسب للزجر لأن التخويف يبعث النفس على تحمل معاكسة هواها خيفة الوقوع في سوء العاقبة، والإنعام يبعث النفس على الشكر، فكان ذكر الصفتين توزيعاً لما أجمله ذكر أيام الله من أيام بؤس وأيام نعيم.)

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 11:54 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لفظة (صابر) اسم فاعل، ولفظة (صبّار) صفة مشبهة، تدلّ على الثبات والتوكيد. والظاهر من استعمالاتهما في القرآن الكريم أن (الصابر) و (الصبّار) كليهما أثيران عند الله تعالى. فالصابر يلجأ الى الله عن طريق الدعاء .. والصبّار يلجأ الى الله عن طريق الاحتساب .. وكلاهما مؤمن بالله، راجٍ فضله.

أما بالنسبة للفظة (صبّار) فقد جاءت في ألوان من السياق تستدعي التوكيد عن طريق هذه الصيغة، وتستدعي التقديم أيضاً، كما هو الحال في قوله تعالى: " إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ". ونكتفي للتدليل على ذلك بمناقشة السياق الذي وردت فيه هذه اللفظة في آية سورة الشورى.

فقد سبق لفظة (صبّار) حديث عن المصيبة " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ "، وحديث عن عدم إعجاز الناس في الارض " وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ". وهذه أمور يناسبها التكثير من مادة الصبر، أي: صبّار. يضاف الى ذلك أنه سبق (صبّار) وجاء في سياقها الحديث عن الفُلك التي تجري في البحر كالأعلام: " إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ ".

وإن التناظر لواضح بين حال الذين يكونون في تلك الفُلك وبين صيغة (صبّار) وتقديمها على لفظة (شكور). لأن الذين يعانون الرعب في تلك الفُلك الواقفة في وسط البحر التي يمكن أن تنتهي الى الغرق .. مثل شدّتهم وصبرهم على هذا الوضع المرعب كمثل أولئك الذين يلاقون من المصائب ما يناسب أن يوصفوا معه أنهم (صبّارون). فإذا نجوا وعبروا البحر بسلام كان لزاماً عليهم أن يشكروا الله على ما منّ عليهم به من فضل.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير