تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فَمَنِ اضْطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 09 - 2005, 10:45 م]ـ

*قوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ فإنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

فقد تبنى فيه الطبري الرأي التالي

(والصواب من القول فيه عندنا فيما مضى من كتابنا هذا في سورة البقرة بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، وأن معناه: فمن اضطّر إلى أكل ما حرّم الله من أكل الميتة والدم المسفوح أو لحم الخنزير، أو ما أهلّ لغير الله به، غير باغ في أكله إياه تلذّذا، لا لضرورة حالة من الجوع، ولا عاد في أكله بتجاوزه ما حدّه الله وأباحه له من أكله، وذلك أن يأكل منه ما يدفع عنه الخوف على نفسه بترك أكله من الهلاك لم يتجاوز ذلك إلى أكثر منه، فلا حرج عليه في أكله ما أكل من ذلك. فإنَّ اللّهَ غَفُورٌ فيما فعل من ذلك، فساتر عليه بتركه عقوبته عليه، ولو شاء عاقبه عليه. رَحِيمٌ بإباحته إياه أكل ذلك عند حاجته إليه، ولو شاء حرمه عليه ومنعه منه.) وبعد تمحيص قوله فإن المضطر لا يأكل مما حرّم الله عليه إلّا بالقدر الذي يقيه الهلاك--فهو يتقزز طبيعيا من هذه المحرمات فلا لذة فيها---لذلك فلم أر مسوّغا قويا لتفسيره للبغي بالتلذذ--ولم ار كذلك وجها قويّا لتفسيره الإعتداء بتجاوز ما يقيه الهلاك في الأكل

إنّ التفسير الذي يطمئن إليه المرء هو الذي يجعل رخصة الأكل ممّا حرم مقيدة بشرطي عدم البغي وعدم الإعتداء----أمّا البغي فهو أن يكون المسلم قد خرج باغيا على إمام المسلمين فحين وقوعه في حالة الإضطرار لا يجوز له أكل ما حرّم كالميتة لأنّه باغ

وأمّا الإعتداء فيكون في حالة أن يخرج مسلم في عمليّة سلب أو قطع طريق فجاع جوعا يخشى منه الهلاك فلا يحلّ له أكل الميتة أو غيرها مما حرّم لخروجه معتديا

هذا هو المعنى الذي أرتاح إليه

*قال بن كثير في تفسيره

وقوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ} [أي فمن اضطر إلى أكل شيء مما حرم الله في هذه الآية الكريمة، وهو غير متلبس ببغي ولا عدوان {فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ أي غفور له رحيم به، ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير