التَدَرُّجُ فِي العَجَبِ
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 08:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
قال تعالى في سورة (ق): " بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ " (ق: 2)،
وقال سبحانه في سورة (هود): " قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ " (هود: 72)،
وأما في سورة (ص)، فيقول الحق تبارك وتعالى: " أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ " (ص: 5).
فجاء في الأولى: (هذا شيء عجيب)، وجاء في الثانية: (إن هذا لشيء عجيب)، وجاء في الثالثة: (إن هذا لشيء عجاب).
فنلاحظ أن القرآن عدل من عجيب إلى عجاب، وذلك أنه تدرّج في العجب بحسب قوّته، ففي آية (ق) ذكر أن الكافرين عجبوا من أن يجيء منذر منهم، فقالوا: (هذا شيء عجيب). وفي سورة هود كان العجب أكبر لأنه من خلاف المعتاد أن تلد امرأة عجوز وعقيم وبعلها شيخ، إذ كل ذلك يدعو إلى الغرابة والعجب فالعجوز لا تلد، فإذا كانت عقيماً كانت عن الولادة أبعد إذ يستحيل على العقيم أن تلد. فإذا اجتمع إلى كل ذلك أن بعلها شيخ كان أبعد وأبعد، ولذا أكّد العجب بأنّ واللام، فقال: " إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ "، بخلاف سورة (ق)، فإنه لم يؤكّد العجب.
وأما في سورة (ص) فقد كان العجب عند المشركين أكبر وأكبر، إذ كيف يمكن أن يؤمنوا بوحدانية الإله ونفي الشرك وهم قوم عريقون فيه؟ بل إن الإسلام جاء أول ما جاء ليردعهم عن الشرك ويردّهم إلى التوحيد، ولكنهم استسهلوا أن يحملوا السيف ويعلنوا الحرب الطويلة على أن يقرّوا بكلمة (لا إله إلا الله). فالقتل كان أيسر عندهم من النطق بكلمة التوحيد، ولذا كان العجب عندهم أكبر وأكبر، فجاء بإنّ واللام وعدل من (عجيب) إلى (عجاب)، وذلك أن (فُعالاً) أبلغ من (فَعيل) عند العرب.
فسبحان الذي لا يصل إلى مستوى كلامه كلام، بل كلامه يعلو على كل كلام.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 08 - 2005, 09:46 م]ـ
قلت يا أخ لؤي فأبدعت
وأحب أن أساهم معك فأقول"الشيء العجاب هو الذي تجاوز الحد في العجب---يعني لو كان لدينا مقياس العجب مدرجا من خمسة تداريج فإن العجاب يكون تدريجه السادس"
تلك كانت تقطة--والنقطة الأخرى أن السّلمي قرأها (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَّابٌ " (ص: 5).
وكما تلاحظ فإن التشديد أبلغ في العجب من التخفيف