وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 03:42 م]ـ
قال تعالى
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ) 67 المائدة
قال فيها الإمام الطبرسي--من أئمة الشيعة في التفسير قولا غريبا وهو
(أكثر المفسرون فيه الأقاويل فقيل: إن الله تعالى بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) برسالة ضاق بها ذرعا، وكان يهاب قريشا، فأزال الله بهذه الاية تلك الهيبة، عن الحسن.
وقيل يريد به إزالة التوهم من أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كتم شيئا من الوحي للتقية، عن عائشة.
وقيل غير ذلك. وروى العياشي في تفسيره بإسناده عن ابن عمير، عن ابن أذينة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وجابر بن عبد الله، قالا: أمر الله محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أن ينصب عليا (عليه السلام) للناس، فيخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله إليه هذه الاية، فقام بولايته يوم غدير خم
وهذا الخبر بعينه قد حدثناه السيد أبو الحمد، عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني، بإسناده عن ابن أبي عمير في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفصيل والتأويل
. وفيه أيضا بالاسناد المرفوع إلى حيان بن علي الغنوي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الاية في علي (عليه السلام)، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده (عليه السلام)، فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "
. وقد أورد هذا الخبر بعينه أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره بإسناده مرفوعا إلى ابن عباس، قال: نزلت هذه الاية في علي (عليه السلام) أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي (عليه السلام)، فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "
وقد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (عليهما السلام) أن الله أوحى إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يستخلف عليا (عليه السلام)، فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه، فأنزل الله تعالى هذه الاية تشجيعا له على القيام بما أمره الله بأدائه.
والمعنى: إن تركت تبليغ ما أنزل إليك، وكتمته، كنت كأنك لم تبلغ شيئا من رسالات ربك في استحقاق العقوبة))
وهو قول غريب أن يقزم هذا المفسر تبليغ الرسالة الإسلامية فتصير عنده تبليغا لأمر مزعوم بولاية علي عليه السلام بعده عليه الصلاة والسلام
قوله (بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) أي لا تخش الناس في تبليغ كل الرسالة--لأن قوله ("وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ) --دليل على أنّ المقصود هو كل الإسلام لأنّ العصمة من النّاس لا تكون بسبب توليته لعلي--فلا يتصور أبدا أن يعصم الرسول:= من النّاس الذين هم أصحابه وأحبابه إن قال لهم إنّ الله أمرني أن أولي عليكم عليا--فهذا الأمر لا يستلزم عصمة من النّاس لأنه محال أن يلحق مسلم أذى بالرسول لمجرد أن بلّغهم الرسول:= بولاية علي عليهم من بعده بل المتصور أن يتقبلوا أمره كتقبلهم أمر الصلاة والحج لوكان قد حصل مثل هذا التبليغ المزعوم
فطالما لا يتصور أن يلحق به:= أذى لمجرد إبلاغهم بولاية علي فلا يكون الموضوع موضوع ولاية إنّما الموضوع موضوع تبليغ رسالة كاملة التي تستلزم تطمينه عليه الصلاة والسلام بأنّ الله سيعصمه فليبلغ ولا يخشاهم---ومن هم النّاس الذين سيعصم:= من أذاهم؟؟
إنّهم كفّار مكة---ودليل ذلك قوله (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ) فهم الكفار المقاومون للرسالة وليسوا المسلمين المؤمنين بالرسالة
لو كان الموضوع تبليغا بولاية علي لكان الكلام كلاما ليّنا لأنّ المتوقع أن يتقبل هذا التبليغ أناس مسلمون ولما احتاج السياق إلى ختمه بجملة (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 04:43 م]ـ
حبيبنا/ الشيخ جمال
لا أحب لك أن تشغل وقتك الثمين بمثل هاتيك الترهات، أما إن كان قصدك إثارة تعجبنا، فلعلك تعلم أن القوم عندهم من العجائب ما هو أكثر وأكبر، ففرغ وقتك لفوائدك التي تتحفنا بها بارك الله فيك.
ودمت للمحب/أبوفهر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 05:04 م]ـ
الأخ الغالي أبو فهر
نصيحتك غالية والله---وانتظر فأنا من المنتظرين