[أين أنت يا لؤي الطيبي]
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 06 - 2005, 07:14 م]ـ
قوله تعالى
(قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) 65 النمل
هذه الآية التي أمامكم فيها لفظ الجلالة مرفوع بالضمة---وهو بدل من "أحد" لأن " من في السماوات والأرض " تقدر ب"أحد"
معنى الآية يؤول إلى مايلي "لا يعلم أحد ممن في السماوات والأرض الغيب إلا الله" وعلى هذا يكون الله ممن يتواجدون في السماوات والأرض وهذا باطل والعياذ بالله
ولقد اضطر الرازي لسلوك مسلك شائك في تفسير هذه الآية فقال
(هذه الآية متروكة الظاهر لأن من قال إنه تعالى في المكان زعم أنه فوق السموات، ومن قال إنه
ليس في مكان فقد نزهه عن كل الأمكنة، فثبت بالإجماع أنه تعالى ليس في السموات والأرض فإذن
وجب تأويله فنقول إنه تعالى ممن في السموات والأرض كما يقول المتكلمون: الله تعالى في كل مكان
على معنى أن علمه في الأماكن كلها، لا يقال إن كونه في السموات والأرض مجاز وكونهم فيهن
حقيقة وإرادة المتكلم بعبارة واحدة ومجازاً غير جائزة، لأنا نقول كونهم في السموات والأرض، كما
أنه حاصل حقيقة وهو حصول ذواتهم في الأحياز فكذلك حاصل مجازاً، وهو كونهم عالمين بتلك
الأمكنة فإذا حملنا هذه الغيبة على المعنى المجازي وهو الكون فيها بمعنى العلم دخل الرب سبحانه
وتعالى والعبيد فيه فصح الاستثناء.))
فما رأيكم؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 05:55 ص]ـ
لاحظوا أنّ التحليل السابق قائم على أن الإستثناء من النوع المتصل---
ربما لو بدأنا في التفكير على أنّه من النوع المنقطع لتوصلنا إلى تحليل آخر
ما رأي الأخوة كلهم؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 06:46 ص]ـ
وعلى أساس القول أنّ الإستثناء منقطع فإن البيضاوي فسر الآية بما يلي
({قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ?لسَّمَـ?وَاتِ وَ?لأَرْضِ ?لْغَيْبَ إِلاَّ ?للَّهُ} لما بين اختصاصه تعالى بالقدرة التامة الفائقة العامة أتبعه ما هو كاللازم له، وهو التفرد بعلم الغيب والاستثناء منقطع، ورفع المستثنى على اللغة التميمية للدلالة على أنه تعالى إن كان ممن في السموات والأرض ففيها من يعلم الغيب مبالغة في نفيه عنهم،))
إذ علق علمهم بالغيب بوجود ذات الله في السماوات والأرض---ولأن ذات الله يستحيل أن تكون في السماوات والأرض يستحيل أن يعلم أحد الغيب
والبيضاوي في هذا التفسير تابع للزمخشري الذي قال
(فإن قلت: لم رفع اسم الله، والله يتعالى أن يكون ممن في السموات والأرض؟ قلت: جاء على لغة بني تميم، حيث يقولون: ما في الدار أحد إلا حمار، يريدون: ما فيها إلا حمار، كأن أحداً لم يذكر. ومنه قوله: عَشِيَّةَ مَا تُغنِي الرِّماحُ مَكَانَهَا وَلاَ النَّبْلُ إلاَّ الْمَشْرَفِيُّ الْمُصَمّمُ
وقولهم: ما أتاني زيد إلا عمرو، وما أعانه إخوانكم إلا إخوانه. فإِن قلت: ما الداعي إلى اختيار المذهب التميمي على الحجازي؟ قلت: دعت إليه نكتة سَرية. حيث أخرج المستثنى مخرج قوله: إلا اليعافير، بعد قوله: ليس بها أنيس، ليؤول المعنى إلى قولك: إن كان الله ممن في السموات والأرض، فهم يعلمون الغيب، يعني: أنّ علمهم الغيب في استحالته كاستحالة أن يكون الله منهم،)
وما زلت أسعى وراء تفسير آخر---أو أن ييأسني أحدكم---فما رأيكم؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 12:35 م]ـ
طيب ما رأيكم فيما يلي
(قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)
إذا قدرت الجملة (مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)
بلفظة " أحد"
صار معنى الآية مصاغا مع التقدير
"لا يعلم الغيب أحد إلا الله يعلمه"
وبهذا يرتفع الإشكال
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 06 - 2005, 12:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وهذا - والله أعلم بأسرار كتابه - هو الصحيح. وبهذا يُعرف سر كونه لم يقل: " لا يعلم أحد الغيب إلا هو "، كما بين ذلك البقاعي في تفسيره .. وهو التنبيه على المظروفية والحاجة، وأن الظرف حجاب، لا يرتاب فيه مرتاب ..
وقد يزيل اللبس في الموضوع من الرواية التي أوردها القرطبي في تفسيره عن الحجاج، وملخصها: أنه دخل منجِّم على الحجاج فاعتقله .. ثم أخذ حصيات فعدّهن، ثم قال: كم في يدي من حصاة؟ فحسب المنجِّم ثم قال: كذا؛ فأصاب. ثم اعتقله فأخذ حصيات لم يعدّهن، فقال: كم في يدي؟ فحسب فأخطأ، ثم حسب فأخطأ؛ ثم قال: أيها الأمير أظنك لا تعرف عددها؛ قال: لا. قال: فإني لا أصيب. قال: فما الفرق؟ قال: إن ذلك أحصيته فخرج عن حدّ الغيب، وهذا لم تحصه فهو غيب و {لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ?لسَّمَاواتِ و?لأَرْضِ ?لْغَيْبَ إِلاَّ ?للَّهُ}.
هذا والله أعلم