تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دور منزلة المعنى في القصر]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[25 - 09 - 2005, 02:45 م]ـ

[دور منزلة المعنى في القصر]

القصر: تخصيص أمر باّخر بطريق مخصوص، ويقوم القصر على منزلة المعنى وأهميته، بغض النظر عن طريقة القصر.

فعندما نقول: ما شوقي إلا شاعر، فإننا ننفي عن شوقي كل شيء إلا قول الشعر، وبهذا نقصرالموصوف على الصفة، أو المبتدأ على الخبر فإن أردنا أن نقصر قول الشعر على شوقي، فإننا نقول: ما شاعر إلا شوقي، وبهذا نقصر الصفة على الموصوف، أو الخبر على المبتدأ، ويمكن أن نلاحظ الحركة التبادلية بين موقعي الصفة والموصوف، حيث يتقدم الموصوف أو الصفة بمنزلة المعنى نحو حرف النفي، ويتأخر الاّخر بمنزلة المعنىإلى ما بعد (إلا) من أجل أن تترتب الكلمات بحسب الحاجة وقوة العلاقة المعنوية فيما بينها، حيث ننفي كل شيء عن المقصور ونثبت له ما بعد (إلا) المقصور عليه، وتخصيص ما قبل إلا بما بعد إلا.

وعندما نقول: إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ، فإننا نقصر خشية الله على العلماء، وإن قلنا: إنما يخشى العلماءُ اللهَ، فإننا نقصر خشية العلماء على الله، وفرق بين المعنيين، وفي المرة الأولى قصرنا الفعل على الفاعل، وفي الثانية قصرنا الفعل على المفعول، وفي الحالتين يتقدم المقصور بمنزلة المعنى ويتأخر المقصور عليه، وقد ترتبت الكلمات بحسب قوة العلاقة المعنوية.

وعندما نقول: محمد مجتهد لا كسول، فإننا نثبت لمحمد صفة الاجتهاد وننفي الكسل، وإن عكسنا وقلنا: محمد كسول لا مجتهد، فنكون قد أثبتنا صفة الكسل ونفينا الاجتهاد. وكذلك، عندما نقول: ما محمد مجتهد بل كسول، فإننا ننفي الاجتهادعن محمدونثبت صفة الكسل، وإن عكسنا وقلنا: ما محمد كسول بل مجتهد، كان المعنى بعكس الأولى. ومثل ذلك: ما محمد مجتهدلكن كسول، وما محمد كسول لكن مجتهد، والاختلاف في المعنى نابع من منزلة المعنى بين الكلمات.

وعندما نقول: إياك نعبد، فإننا نقصر العبادة على الله وحده عن طريق تقديم ما حقه التأخير حيث يتقدم المتأخر بمنزلة المعنى، من أجل الغرض البلاغي.

والله أعلم

.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير