وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 07:16 ص]ـ
السلام عليكم
قوله تعالى
(وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) 24 الصافات
وقوله نعالى (فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ) 39 الرحمن
الظاهر أنّ الآيتين متعارضتان؟
فما هو برأيكم الحل الأمثل للتعارض الظاهري بينهما؟
هل يمكن القول أنّ الحل يكمن في المكان---أي يسألون في مكان ولا يسألون في آخر؟
أم هل يكمن في موضوع السؤال --أي أن تكون آية الصافات موضوعها التوحيد وآية الرحمن موضوعها الذنوب في الفروع العملية؟
أنا مع رأي الحليمي الذي قال
(قال الحليمي: فتحمل الآية الأولى"آية الصافات" على السؤال عن التوحيد وتصديق الرسل.)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 02:10 م]ـ
أخي الحبيب جمال ..
سُئل ابن عباس رضي الله عنهما عن هذا، فأجاب:
" فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ " (المؤمنون: 101)، في النفخة الأولى، فإنه إذا نُفخ في الروح نفخة واحدة تقطّعت الأرحام، وبطلت الأنساب، وشُغلوا بأنفسهم عن التَّسآل. قال تعالى: " وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ " (الزمر: 68) ..
فإذا نُفخ فيه أخرى، أي نفخة البعث: قاموا ينظرون، " وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ " (الطور: 25)، وقالوا: " مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا؟ هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ " (يس: 52).
فتأمّل رحمك الله كيف كان فهمهم للقرآن ..
ثم لم يزل هذا الإشكال وغيره يعتري أقواماً حتى اختلفت عليهم الآيات والأحاديث ..
وتدافعت على أفهامهم فعجعجوا به قبل إمعان النظر ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 03:36 م]ـ
الأخ الفاضل لؤي
قول إبن عباس في الآيتين (فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ " (المؤمنون: 101)
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ " (الطور: 25)) مقنع ولا مزيد عليه فهنا حصل التعارض بسبب اختلاف الزمن
فآية المؤمنين زمنها النفخة الأولى فلا يتساءلون
وآية الطور زمنها النفخة الثانية فيتساءلون
وهو توفيق راق
ولكن ما ذكرته أنا من تعارض ظاهري بين الآيتين ((وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) 24 الصافات
((فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ) 39 الرحمن لا أجد إمكانية التوفيق بينهما بافتراض اختلاف الزمن----إذ من الطبيعي أن يكون الحساب في موقف واحد وزمن واحد
فما رأيك بما قاله الحليمي بخصوصهما بالذات--أي أنّهم يسألون عن التوحيد ولا يسألون عن الذنوب الفرعية لبداهة الدلائل عليها حيث تشهد الأعضاء على ما اقترفت أيديهم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 04:41 م]ـ
أخي الحبيب جمال ..
قوله تعالى: " فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ " (الرحمن: 39)، يكون - والله أعلم - يوم إذ تنشق السماء ..
وهم لا يُسألون يومئذ لأنهم يُعرفون بسيماهم، وذلك أول ما يخرجون من القبور .. وهذا يكون قبل الحساب. ويوم القيامة يكون كما قال تعالى: " مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " (المعارج: 4) ..
أما قوله تعالى: " وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ " (الصافات: 24)، فهذا - والله أعلم - يكون بعد الحساب ..
فبعد أن سارع الملائكة عليهم السلام إلى ما أُمروا به من حشر أهل النار إلى الجحيم .. يأمرهم الله تعالى بحبسهم أولاً في الموقف .. والتعليل بقوله تعالى: " إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ "، فيه إيذان بأن ذلك ليس للعفو عنهم، ولا ليستريحوا بتأخير العذاب .. بل ليُسألوا حقاً .. ولكن لا عن عقائدهم وأعمالهم .. فإن ذلك قد وقع قبل الأمر بهم إلى الجحيم ..
بل ليُسالوا عمّا ينطق به في قوله تعالى: " مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ "، بطريق التوبيخ والتقريع والتهكّم ..
وتأخير هذا السؤال إلى ذلك الوقت لأنه وقت تنجز العذاب، وشدّة الحاجة إلى النصرة، وحالة انقطاع الرجاء عنها بالكلية .. فالتوبيخ حينئذ أشدّ وقعاً وتأثيراً ..
والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 05:28 م]ـ
الأخ لؤي
قوله تعالى
) فاهدوهم إلى صرط الجحيم، وقفوهم إنهم مسئولون، ما لكم لا تناصرون، (
متعلق في زمن ما بعد الحساب وبعد أن قادتهم الملائكة إلى صراط الجحيم لينالوا جزاءهم--هم مسئولون --ولكن ليس عن التوحيد ولا عن العقائد----هم مسئولون سؤالا تهكميا بهم هو (ما لكم لا تناصرون،) ---منتهى السخرية بهم في موقف هم فيه أذلاء --أين مناصريكم؟ لماذا لا يناصرونكم في هذا الموقف الحرج؟
ما لكم لا تناصرون،؟
فهل هذا التوجه في فهم الآية يرضيك؟
¥