تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 10:39 ص]ـ

الروح في القرآن الكريم


(يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ)
2 النحل

قال فيها الطبري (فتأويل الكلام: ينزل الله ملائكته بما يحيا به الحقّ ويضمحلّ به الباطل من أمره) فالوحي المنزل على رسله هو الروح

وقد يكون معنى الكلمة هنا القرآن

(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ193) الشعراء

واضح أنّ الروح هنا هو جبريل عليه السلام

(رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو العَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) 15 غافر

قال الطبري

(يقول: ينزل الوحي من أمره على من يشاء من عباده.)
وقد تكون بمعنى القرآن

(تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) 4 المعارج

وواضح أنّ الروح بمعنى جبريل عليه السلام

(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفاًّ لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) 37 النبأ

والروح هنا الملك جبريل

(تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) 4 القدر

الروح هنا بمعنى الملك جبريل أيضا

(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) 85 الإسراء

وهذه هي الآية التي نرغب بالحديث عنها

فقد ذكر الزركشي حولها ما يلي

(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) فذكر صاحب الإيضاح في خلق الإنسان إن اليهود إنما سألوا تعجيزا وتغليظا إذا كان الروح يقال بالاشتراك على روح الإنسان وجبريل وملك آخر يقال له الروح وصنف من الملائكة والقرآن وعيسى فقصد اليهود إن يسألوه فبأى يسمى اجابهم قالوا ليس هو فجاءهم الجواب مجملا فكان هذا الإجمال كيدا يرسل به كيدهم

وقيل إنما سألوا عن الروح هل هي محدثة مخلوقة ام ليست كذلك فأجابهم بأنها من أمر الله وهو جواب صحيح لأنه لا فرق بين إن يقول في الجواب ذلك أو يقول من أمر ربي لأنه أنما أراد أنها من فعله وخلقه

وقيل أنهم سالوه عن الروح الذي هو في القرآن فقد سمى الله القرآن روحا في مواضع من الكتاب وحينئذ فوقع الجواب موقعه لأنه قال لهم الروح الذي هو القرآن من أمر ربي ومما أنزله الله على نبيه يجعله دلالة وعلما على صدقه وليس من فعل المخلوقين ولا مما يدخل في إمكانهم
وحكاه الشريف المرتضى في الغرر عن الحسن البصري قال ويقويه قوله بعد هذه الآية (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا)
فكانه قال تعالى إن القرآن من أمر ربي ولو شاء لرفعه))

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير