تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَ

ـ[الضاد1]ــــــــ[03 - 08 - 2005, 10:19 م]ـ

وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ

قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ

وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ

السلام عليكم ورحمة الله

هنا لماذا لم ترد الواو عندما سيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً

بينما وردت الواو عندما سيق الذين آمنوا إلى الجنة؟

ولكم مني جزيل الشكر

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 02:50 ص]ـ

الجواب من وجوه:

الأول: أن (إذا) في مثل هذا الكلام جارية مجرى أدوات الشرط في احتياج الفعل بعدها إلى الجواب، فوقع جوابها في الآية الأولى منطوقاً به، وهو قوله تعالى: " فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ". فـ" فُتِحَتْ " جزاء للشرط، وحقّه إذا كان فعلاً أن لا يدخله واو ولا فاء، ويكون عقيب الشرط. فجهنم كالسجن، أبوابها مقفلة لا تفتح إلا لداخل أو خارج، قال تعالى: " عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ "، ومؤصدة معناها مطبقة من أوصد الباب، بمعنى لا ضوء ولا مخرج ولا فرج فيها، فهي مغلّقة لا تفتح إلا لإدخال العصاة .. وأما الآية الثانية فجوابها محذوف مقدّر، وقوله: " وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا " كلام معطوف على ما قبله كما عطف عليه ما بعده، ولو كان جواباً لكان مقتضاه أنها لا تُفتح إلا عند مجيئهم، كالحال في أهل النار، وليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: " وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ "، فالجنة أبوابها مفتوحة على الدوام، وأهلها في طريقهم إليها يرونها من بعيد فيسعدون ويسرّون بالجزاء والنعيم الذي ينتظرهم، وكأن الله تعالى يريد أن يعجّل لهم شعورهم بالرضا والسعادة بجزائهم وبالنعيم المقيم الذي ينتظرهم. فتأمّل!

الثاني: جواب الشرط في حال جهنم " إِذَا جَاؤُوهَا " مذكور، وهو: " فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ". أما في حال الجنة، فلا يوجد جواب للشرط، قال تعالى: " وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "، ولعلّ السبب في ذلك - والله أعلم - أنه يضيق ذكر النعمة التي سيجدها المؤمنون في الجنة، فكل ما يُقال في اللغة يضيق بما في الجنة، والجواب يكون في الجنة نفسها، ذلك أن " فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"، فلا يمكن حتى للغة نفسها أن تصف ما فيها، ولذلك حذف جواب الشرط، فسبحانه جلّ جلاله!

الثالث: وقيل إن الواو في " وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا " هي واو الثمانية، وهي: (واو) عطف تدخل على المعدود الثامن لتعطفه على ما سبق ويكون مغايرا لبعض المذكورين قبله في بعض الصفات، كما في قوله تعالى: " التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ "، فقد وردت سبع صفات قبل دخول الواو على الصفة الثامنة، والملاحظ أن الصفة الثامنة مغايرة للصفة السابعة فالنهي عن المنكر غير الأمر بالمعروف. ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: " عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا "، فالواو دخلت هنا أيضاً على الصفة الثامنة، وهي: " أَبْكَارًا "، والمرأة إما أن تكون بكراً أو ثيباً، ولا يمكن أن تجمع بين الصفتين. ومن هنا قال بعض العلماء أن (الواو) في قوله تعالى: " وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا "، إنما تشير إلى عدد أبواب الجنة الثمانية. فتدبّر!!!

والله أعلم

اللهم ارزقنا الجنّة وما قرّب إليها من قول وعمل ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير