تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الالتفاتُ عدولٌ عن أصل الاختيار من أجل الهدف المعنوي

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 08:29 ص]ـ

الالتفاتُ عدولٌ عن أصل الاختيار للهدف المعنوي

الالتفات هو التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاث، وهي الخطاب أو التكلم أو الغيبة بعد التعبير عنه بطريق اّخر منها، والهدف منه كما يرى البلاغيون هو لفت الانتباه، إلا أن بعض مواقعه لا تخلو من لطائف بلاغية معنوية، ومن ذلك قوله تعالى"إياك نعبد وإياك نستعين*حيث عدل من الغيبة إلى الخطاب، وذلك "لأن العبد إذا افتتح حمد مولاه الحقيق بالحمدعلى قلب حاضر ونفس ذاكرة لما هو فيه، ووصف بالصفات العظام، إلى قوله"مالك يوم الدين"الدال على أنه مالك للأمر كله يوم الجزاء، تناهت قوته، وأوجب الإقبال عليه وخطابه وتخصيصه بغاية الخضوع والاستعانة في المهمات" (1)

وهذه اّيات حاولت الاجتهاد وبيان سبب العدول عن أصل الاختيار فيها، ومن ذلك قوله تعالى" ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد" والسياق يقتضي: إنك لا تخلف الميعاد،،ولكن عدل عن الأصل وجاء بلفظ الجلالة ثم الفعل المضارع للغائب، لأن التعبير بالاسم أوقع من التعبير بالضمير،،وللتشديد على أن الوعد صادر عن الله سبحانه وتعالى، ووعد الله حق، وما وعد به الله لا بد أن يحصل، وهو ليس كوعد البشر.

*وقال تعالى"وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه تُرجعون" والأصل وإليه أُرجع، ولكنه عدل عن الأصل من التكلم إلى الخطاب، لأن السياق في استحقاق الله للعبادة، فهو الذي فطرني أو خلقني، فهو مستحق للعبادة ولمّا كانت كلمة ترجعون تدل على رجوع الخلق جميعهم إلى الله، وليس رجوعه هو فقط، وهي توحي بقدرة أشد من كلمة"أُرجع" فهذا يعني أنه مستحق للعبادة وأكثر.

*وقال تعالى"واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه، إن ربي رحيم ودود"والسياق يقتضي: إن ربكم رحيم ودود، ولكنه عدل من الخطاب إلى التكلم من أجل إقناعهم واستمالتهم، وأن كلامه معهم يصدر عن يقين من أن الله يغفر الذنوب عن التائبين، فقد مزج بين الإخبار والدليل.

والله أعلم

=======

(1) الزمخشري-الكشاف

========

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 02:30 م]ـ

الأخ العزيز عزام محمد:

نتابع كتاباتكم الرائعة بكل اهتمام وعناية, فهي بحق ثروة لغوية وبلاغية ذات نمط رفيع, تكشف عن الجمال في لغة القرآن.

تقبلوا مني خالص آيات الحب والتقدير.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 05:13 م]ـ

عزام من الأفذاذ الذين لهم مستقبل مشرق في عالم البلاغة

فإلى الأمام

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 09:08 ص]ـ

تحيتي لكم أساتذتي

ما أنا إلا تلميذ من تلاميذكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير