تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الودّ والمودّة

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 - 08 - 2005, 11:56 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

وردت صيغة (مودّة) ثماني مرات في الكتاب العزيز، منها قوله تعالى: " وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا " (النساء: 72 - 73)، وقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ " (الممتحنة: 1).

أما صيغة (وُدّ) فلم ترد إلا مرة واحدة، في قوله تعالى: " إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " (مريم: 93 - 96).

فلماذا وردت (وُدّاً) إلى جانب ورود (مودّة)؟

لدى التأمّل في كل من الصيغتين، حسب السياق الذي وردت فيه، نجد بينهما فرقين:

الأول: يتعلّق بفاعل كل منهما: فـ (الودّ) فاعله المباشر هو لفظ الجلالة " سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا "، وهو مصدر الفعل (وَدّ). أما (المودّة)، ففاعلها المباشر هو البشر في المرات الثماني التي وردت فيها، وهي مصدر ميمي للفعل (وَدّ). ونقول فاعلها المباشر لأن الفاعل الحقيقي هو الله تعالى، إذ إن الأفعال تجري بقدر من الله، بناء على السنن التي أودعها سبحانه في الأشياء. والودّ يكون منبعثاً من طرف إلى طرف آخر، قد يشاركه الودّ وقد لا يشاركه، لذلك قال تعالى: " سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا " في قلوب العباد، سواء أودّوا هم العباد أم لم يودّوهم، وإن كان الذي يستحق هذه العاطفة من العباد يمنحها هو لهم. أما المودّة فهي عاطفة متبادلة بين طرفين، ولذلك وردت في ألوان من السياق تتضمّن عبارة (بَيْنَ وَبَيْنَ) .. دلالة التبادل بين الطرفين.

الثاني: يتعلّق بالسياق: فالودّ ورد في سياق لفظي لا تغني فيه (مودّة)، لأن الفواصل التي تحيط بها كلها انتهت بدال وبألف منونة (داً) مثلها، منها (عداً، فرداً، وداً، لداً). أما المودّة فقد وردت في درج السياق في كل المواطن الثمانية التي وردت فيها، مما لا يجعل لها بروزاً مكانياً كصيغة (وداً) التي جاءت فاصلة. فحسن أن تتماثل مع الفواصل الأخرى التي تحيط بها.

فالودّ من الله تعالى إلى العباد، والمودّة دائرة بين العباد، أي: من العباد إلى العباد.

والله أعلم

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 - 08 - 2005, 06:41 ص]ـ

سلمت يمناك أخي لؤي على هذا الشرح الماتع

ـ[أمين هشام]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 04:40 م]ـ

أما صيغة (وُدّ) فلم ترد إلا مرة واحدة، في قوله تعالى

اعذرنا يا لؤي فليس عندي من "وديات" جمال شيء ...

بل على العكس ..... التحليل ليس ضعيفا وحسب, بل باطل قطعا ..

فقراءة نافع المدني بضم الواو في سورة نوح ....

يعني تصبح الكلمة مرتين ...

مرة من الرحمن ...

ومرة من العفاريت والشيطان!.

فالتحليل باطل!.

ويحسن بمن هو بمثل عزيمتك في الاطلاع والنظر أن يلتفت (قليلا) للوحي المتواتر, كما ياتفت (كثيرا) لما لا وحي فيه!.

ـ[رجل صالح]ــــــــ[14 - 08 - 2005, 07:06 م]ـ

اصبت اخي امين هشام, ففي رواية نافع هنالك ضم على الواو.

وبذلك البحث جاء ركيكا ان لم يكن باطلا.

اخي لؤي - -من الافضل التحري والتدبر لما جاء في القراءات المتواترة.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 03:44 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير