تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَمَا اسْتَكَانُوا

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 07:07 ص]ـ

:::

قال تعالى (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) 146 آل عمران

إهتممت في معرفة معنى الإستكانة في هذه الآية فرجعت إلى تفسير الطبري فوجدته يقول

(وما استكانوا "، يعني وما ذلوا فيتخشَّعوا لعدوّهم بالدخول في دينهم ومداهنتهم فيه خيفة منهم، ولكن مضوا قُدُمًا على بصائرهم ومنهاج نبيِّهم، صبرًا على أمر الله وأمر نبيهم، وطاعة لله واتباعًا لتنزيله ووحيه)

وكانت عندي رغبة في معرفة أصل الكلمة ومعناها الأصلي الذي تحوّل إلى معنى الذل فرجعت إلى لسان العرب فوجدته يقول

(الكَيْنُ: لحمةُ داخلِ فرجِ المرأَة. ابن سيده: الكَيْنُ لحم باطنِ الفرج،)

وهذا الموضع يتصف بالذل والهوان---

فهل " استكانوا" منقولة من " الكين" بمعنى لحم باطن الفرج؟ ولذل هذا الموقع صارت الإستكانة تعني الذل والخضوع؟

قال إبن جنّي في الخصائص (أن أبا علي - رحمه الله - كان يقول: إن عين استكانوا من الياء، وكان يأخذه من لفظ الكين ومعناه، وهو لحم باطن الفرج، أى فما ذلوا وما خضعوا. وذلك لذل هذا الموضع ومهانته)

ما رأيكم؟؟

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 11:37 ص]ـ

جاء في لسان العرب

(وقال ابن الأَنباري في قولهم اسْتَكانَ أَي خضع: فيه قولان: أَحدهما أَنه من السَّكِينة وكان في الأَصل اسْتَكَنوا، افتعل من سَكَن، فمُدَّتْ فتحة الكاف بالأَلف كما يمدُّون الضمة بالواو والكسرة بالياء، واحتج بقوله: فأَنْظُورُ أَي فأَنظُرُ، وشِيمال في موضع الشِّمال، والقول الثاني أَنه استفعال من كان يكون.)

ولي تعقيب على إرجاعه استكانوا لمعنى ناتج من السكون الذي هو ضد الحركة أو الهدوء--لأن معنى استكان -ذل أو خضع- لا يتناسق مع معنى السكون أو الهدوء وكم من ساكن هاديء ليس بذليل

على هذا فعندي توجه شديد للأخذ بما اعتمده ابن جنّي من كون الإستكانة أصلها من الكين الذي هو لحم داخل الفرج ولهوان موضعه استعيرت الإستكانة للدلالة على الذل والخضوع

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 08 - 2005, 06:34 م]ـ

ثمّ ما رأيكم إن قلت لكم أنّ في الآية تعريضا بالمقاتلين الذين قاتلوا معه:= في غزوة أحد---فقد ضعفوا واستكانوا لمّا سمعوا بمقتل الرسول:= حتّى أنّ البعض منهم أراد توسيط المنافق عبد الله بن أبي لطلب الأمان من أبي سفيان

فتأملّوا في الآية مرة أخرى (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير