تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قال فمن ربكما ياموسى. قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.]

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[15 - 08 - 2005, 10:57 م]ـ

(قال فمن ربكما ياموسى. قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. قال فما بال القرون الأولى. قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.) - الإسراء: 50 - 52

في تأملنا لهذه الآيات الشريفة, نجد أن (ربنا) تكررت مرتين, و (ربي) مرتين , مع العلم أن السائل هو فرعون, والمجيب هو نبي الله موسى.

لم يقل نبي الله موسى عند سؤال فرعون له مرة أخرى (ربنا) كما في جوابه الأول.

كان سؤال فرعون الأول عن ربهما الذي يدعوان إاليه, فكان الجواب مطابقا للسؤال, بمعنى أن الرب الذي أدعو أنا وأخي إليه هو ......

أما في سؤال فرعون الثاني: قال فما بال القرون الأولى

السائل فرعون, والمحاور هو نبي الله موسى, فاستخدم نبي الله موسى (ربي) , وكأنه يريد أن يقول إن الرب الذي أصفه وأتحدث عنه عليم بتلك القرون.

وفي هذا لفتة جمالية.

لي عودة ثانية.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 01:35 ص]ـ

الأخ الفاضل الدكتور أبو طالب ..

إن مقالتك - حفظك الله - في غاية الروعة والبيان ..

وللتنبيه .. فإن الآيات التي استدللت بها وردت في سورة طه، في قوله تعالى: " قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى * قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى " (طه 49 - 52).

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 01:42 ص]ـ

استدراك:

خطأ غير مقصود في ذكر اسم السورة التي وردت فيها الأيات الكريمة.

ورد خطأ أن الآيات السابقة من سورة الإسراء, والصواب أنها من سورة طه: 49 - 52.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 01:45 ص]ـ

العزيز لؤي الطيبي

شكرا لمداخلتك.

لقد أرسلت الرد قبل انتبه إلى مداخلة شخصكم الكريم.

أسعدني حضوركم.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 02:06 ص]ـ

فائدة أخرى نستفيدها من هذه الآيات الشريفة:

في جواب نبي الله موسى (عليه السلام) الأول إيجاز وشمول, فهو جواب موجز وجامع, وقصير و قوي:

قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى

لقد كان الجواب من القوة بمكان كبير دفع بفرعون أن يحاول تغيير الموضوع, ويسأل نبي الله موسى سؤالا مختلفا, بعيدا عن السؤال الأول من ناحية الهدف:

قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى

وفي هذا إشارة إلى ما ينبغي أن يمتلكه المحاور من قوة الحجة والدليل القاطع.

ونستفيد من جواب نبي الله موسى الأول:

قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى

في جواب نبي الله موسى إشارة إلى أصلين أساسين من الخلقة والوجود, وفي كل منهما دليل قوي موصل إلى الإيمان بالله تعالى:

الأساس الأول: أن الله هو واهب الموجودات ما تحتاجه.

ندرك ذلك من خلال التأمل في الكون, حيث نرى انسجام كل جنس من الكائنات مع محيطه الذي يعيش فيه, وكل ما تحتاجه الكائنت فهو تحت تصرفها, فالأسماك في البحار والطيور في الهواء قد تم تزويدها بما ينسجم مع طبيعة حياتها.

الأساس الثاني: هداية الله وإرشاده لهذه الموجودات الكونية.

فالله سبحانه وتعالى قد أعطى هداية تكوينية للكائنات تمكنها من الاستفادة مما هو موجود في محيطها.

لي عودة أخرى.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 02:39 ص]ـ

عذراً ..

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 08 - 2005, 02:48 ص]ـ

عذراً أخي الكريم ..

فقد وضعت مشاركتي .. دون الإنتباه إلى مداخلتك الأخيرة ..

ولهذا قمت بحذفها .. حتى تكمل مقالتك بإذن الله ..

فاعذرني لتسرّعي وسبقي لك في الكتابة ..

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 08 - 2005, 02:04 ص]ـ

الأخ الفاضل الدكتور أبو طالب - حفظه الله ..

نسأل الله أن يمنّ عليكم بمزيد من فضله ..

وأودّ أن أضيف - لما تفضّلتم به - بعض النقاط المتعلّقة بكلمة (رب) في هذه الآيات الكريمة:

أولاً:

قول فرعون: " فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى "، فيه إنكار لما قالاه له – أي موسى وهارون عليهما السلام - من قبل: " إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ "، و " قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ". فإضافة كلمة (رب) إليهما لا إلى نفسه، تضمّنت التهكّم والسخرية من موسى وهارون، من جهة، ودلّت على أن فرعون لم تساعده نفسه على أن يعترف بأن له ربّاً - حتى ولو فرضنا في مقام الاحتجاج والنظر - من جهة ثانية.

ثانياً:

قول موسى عليه السلام: " رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى "، فيه تعريض بفرعون وضعفه وحقارته بأنه مخلوق مربوب لرب السماوات والأرض وما بينهما سبحانه وتعالى.

ثالثاً:

قول فرعون: " فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى "، المراد منه التعجيز والإفحام، أو صرف موسى عليه السلام إلى غير قضية التوحيد التي أفحم فيها فرعون في جوابه الأول .. ففرعون كان جاهلاً بتاريخ الأمم الماضية، وحمله جهله هذا على أن يقول لموسى عليه السلام: إذا كان ربكما أرسلكما، فما هو شأن القرون والأجيال الأولى؟ فَلِمَ لم يرسل إليها ربّكما رسلاً مثلما أرسلكما إليّ؟

رابعاً:

قول موسى عليه السلام: " عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى "، فيه إفحام ثانٍ لفرعون، حيث عاد به إلى قضية الألوهية والتوحيد التي حاول الفرار منها، وإضافة كلمة (ربّ) إلى موسى إظهاراً للاعتزاز بالعبودية لله، والتشريف بالانتماء إليه.

خامساً:

إن في " لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى " احتراس عجيب لدفع ما يتوهّم تصوّره من أن رصد علم القرون في كتاب كان خشية الضلال والنسيان. وإيثار (ربّي) في " لَّا يَضِلُّ رَبِّي " على المضمر " لَّا يَضِلُّ " يفيد دفع أي توهّم أن جملة " لَّا يَضِلُّ " وما عطف عليها " وَلَا يَنسَى " وصف لـ" كِتَابٍ ".

والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير