تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قال تعالى" فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون*]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[29 - 09 - 2005, 09:17 ص]ـ

قال تعالى" فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون* وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون*.

قوله تعالى"وعشيا" و"وحين تظهرون" يعني أن أحدهما معطوف على "حين تصبحون"،وهذا يعني أن الاّيتين أصلهما العبارة التالية:

فسبحان الله وله الحمد في السموات والأرض حين تمسون وحين تصبحون وعشيا وحين تظهرون، أو، وحين تظهرون وعشيا، ودليل ذلك وجود واو العطف قبل "عشيا" وقبل "تظهرون" ولولا ذلك لقال تعالى"عشيا وحين تظهرون" أو "حين تظهرون وعشيا"بحذف الواو من أحدهما.

وسبب تقديم "حين تمسون وحين تصبحون"هو الهدف المعنوي، وذلك أن عظمة الله وقدرته تتجليان في هذين الوقتين أكثر من غيرهما، حينما ينسلخ الليل من النهار، وينسلخ النهار من الليل، وهاتان العمليتان تجعلان الإنسان يسبح لله تعبيرا عن شدة الإعجاب والدهشة من هذين العملين البديعين، كما أن التقديم يهدف الغرض اللفظي، وهو رعاية الفاصلة.

ونلاحظ هنا أن الكلمات تتجاور بحسب الحاجة والأهمية المعنوية.

والله أعلم

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 10 - 2005, 03:42 ص]ـ

الأخ عزام ..

ألا يمكن اعتبار النظم في هذه الآية من الاحتباك؟ بمعنى أنه سبحانه وتعالى ذكر التسبيح أولاً دليلاً على إرادته ثانياً، والحمد ثانياً دليلاً على إرادته أولاً؟

فالتسبيح هو تنزيه الله سبحانه عن النقص وصرف الذهن عن الظنّ بأن الله تعالى قد يخطيء في علمه أو أنه سبحانه قد يفعل ما هو ناقص.

وأما الحمد فهو ذكر الله تعالى بصفاته الحسنى الكاملة من القدرة على كل شيء والعلم بكل شيء والرحمة والكرم .. وذلك عند مشاهدة أفعاله البديعة التي تدلّ على هذه الصفات.

فيصبح من المناسب تسبيح الله أي تنزيهه عن النقص، إن شاهدنا بعض خلقه ناقصاً في أول أطواره .. أي في بداية الليل (حين تمسون) وبداية النهار (حين تصبحون)، فإن هذا النقص عابر ولا بدّ أن يتلوه الاكتمال ..

إذا رأيت طفلاً رضيعاً لا يحسن الكلام ولا المشي ولا التفكير .. فلا تعترض على نقائصه هذه، فهي مرحلة عابرة يتلوها اكتمال عقله وقوّته. فلا نظنّ أن الله سبحانه قد خلقه ناقصاً عن عجز منه تعالى، بل نسبّحه تعالى جدّه وننزّهه عن كل عجز. فتكون هذه هي الحكمة من التسبيح عند البدايات.

أما حين اكتمال سلطان الليل (عشياً) واكتمال سلطان النهار (وحين تظهرون)، فيتجلّى كمال قدرة الله، وتتجلّى صفاته الحسنى، فينطلق اللسان بحمد الله على كمال قدرته ورحمته لخلقه والإعجاب بإبداعه. فتكون هذه هي الحكمة من التحميد عند الاكتمالات.

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[25 - 10 - 2005, 09:47 ص]ـ

{فَسُبْحَانَ ?للَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ ?لْحَمْدُ فِى ?لسَّمَـ?وَاتِ وَ?لأَرْضَ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ}

هنا عن تنزيه الله سبحانه وتعالى عن أي نقيصة، فلما جاء الحديث إثرَ ما بُيِّن حالُ فريَقْي المؤمنينَ العاملينَ للصالحاتِ والكافرينَ المكذِّبينَ بالآياتِ وما لهُما من الثَّوابِ والعذابِ أُمروا بما يُنجِّي من الثَّاني ويُفضِي إلى الأول من تنزيهِ الله عزَّ وجلَّ عن كلِّ مَا لا يليقُ بشأنِه سبحانَهُ ومن حمدِه تعالى على نعمِه العظامِ، وتقديمُ الأولِ على الثَّاني لأنَّ التَّخليةَ متقدِّمةٌ على التَّحليةِ. والفاء لترتيبِ ما بعدَها على ما قبلَها أي إذا علمتُم ذلك فسبِّحوا الله تعالى أي نزِّهُوه عمَّا ذكر سبحانَهُ أي تسبيحَه اللائقَ به. وقد حدد سبحانه هذه الأوقات وأخبر أن الحمد له فيها، والإخبارَ بثبوتِ الحمدِ له تعالى ووجوبه على المميِّزينَ من أهلِ السَّمواتِ والأرضِ في معنى الأمرِ به على أبلغِ وجهٍ وآكدِه، وتوسيطُه بينَ أوقاتِ التَّسبيحِ للاعتناءِ بشأنِه والإشعارِ بأنَّ حقَّهما أنْ يُجمعَ بينَهما كما ينبيءُ عنه قولُه تعالى:

{وَنَحْنُ نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ} سورة البقرة: 30

وقولُه تعالى: {فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ} سورة النصر: 3

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير