تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغَضَبُ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 07 - 2005, 07:26 ص]ـ

:::

قال تعالى

(وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) 154 الأعراف

الصورة صورة حسية لغضب يتكلم ويتكلم ويهيّج موسى دافعا إيّاه للقيام بإعمال فورية سريعة تجاه ما حصل من ارتداد لقومه وعبادتهم للعجل

تخيل معي زوجتك تتكلم وتتكلم غاضبة منك لأنّك لم تحضر لها ما طلبت منك وعندما تسكت تقول في نفسك --أشهد أن لا إله إلّا الله--تعبيرا عن الراحة لأنّها سكتت

فالغضب هنا صّوره السياق بكائن عاقل يصرخ ويصرخ بموسى--تحرّك تحرّك --مغريا موسى بإجراءات عنيفة ضد أخيه

ويسمّى هذا في عرف البلاغيين الإستعارة فقد شبه الغضب بإنسان متكلم وحذف المشبه به وهو الإنسان

وطريق الإستعارة أبلغ من قولنا "ولما سكن غضب موسى" مثلا

إذ لا يشعرك هذا الكلام بالهزة التي أشعرتك بها الآية

(وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغَضَبُ)

قال إبن عاشور

(والسكوت مستعار لذهاب الغضب عنهُ، شُبّه ثَوَرانُ الغضب في نفس موسى المنشىء خواطر العقوبة

لأخيه ولقومه، وإلقاء الألواح حتى انكسرت، بكلام شخصُ يغريه بذلك، وحسّن هذا التشبيه أن

الغضبان يجيش في نفسه حديث للنفس يدفعه إلى أفعال يطفىء بها ثَوران غضبه، فإذا سكن غضبه

وهدَأت نفْسه كان ذلك بمنزلة سكوت المغري، فلذلك أطلق عليه السكوت، وهذا يستلزم تشبيه الغضب

بالناطق المغري على طريقة المكنية، فاجتمع استعارتان، أو هو استعارة تمثيلية مكنية؛ لأنه لم تذكر

الهيئة المشبهُ بها ورُمزَ إليها بذكر شيء من رَوادفها وهو السكوت، وفي هذا ما يؤيد أن إلقاء

الألواح كان أثر للغضب.)


ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 07 - 2005, 08:16 م]ـ
الحمد لله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير