ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 11:08 م]ـ
قال أخونا جمال:"لاحظوا كيف استخدم القرآن طلب ذكر الأسماء بمعنى طلب الحقائق والماهيات"
فعليه, وعلى من نقل عنه, أن يثبت أن هذه (القدرة) هي عين ما كان ينقص الملائكة, حتى يصبح هذا هو الفرق المبرر!!.
ثم, لو افترضنا جدلا أن هذا هو ما عني به علم الاسماء, فلم الارض, ولِمَ ترتكز الخليقة والخلافة على هذه "الفارقة"؟؟
فيا ترى, كيف قالت الملائكة "يسفك" "يفسد", وهي لا تعلم الخصائص والماهيات, وهاتان بلا شك حقائق وتوصيفات لا أسماء!.
ثم, إن "البينات" ((((القرآنية)))) التي ساقها الشيخ صلاح الدين, تفوق الحاجة إلى الاستدلال بمجرد نص مقتبس عن أحد ما!. ونحن تبع للبينة والهدى, ولم نُمض مع أحد عقدا!.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 01:17 ص]ـ
الإخوة الأفاضل ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، ثم أما بعد:
فقد قرأت ما جاء في مشاركاتكم - بارك الله فيكم جميعاً .. ثم قرأت ما جاء في بحث الاخ أبي عرفة – وفقنا الله وإياه لما يرضى - وقبل أن أدلي بدلوي في ما كُتب، وأعلّق على ما اختُلف فيه .. فإني أذكّركم وأذكّر نفسي أن الذي بين أيدينا هو كتاب الله عزّ وجلّ .. والتدبّر في كتاب الله لا يتأتى بالجدل العقيم .. فالجدل مذموم ومنهي عنه إلا إذا كان بإنصاف وفيه من الرفق والبيان والتزام الحق والرجوع الى ما أوجبته الحُجّة القاطعة ..
وإذا كان ذلك كذلك يا رعاكم الله، فهلا تركتم التعسف والبذاء والاستطالة .. ولا يكونّن همّ أحدكم إضعاف نفوس ورفع رؤوس .. فإن الانتصار لقول من غير دليل لا يغني عن الحق شيئاً .. واختلاف الناس في الحق لا يوجب أبداً اختلاف الحق نفسه، فالحق في نفسه واحد، لا يتعارض ولا يختلف ..
وفي ذلك قال الشاعر:
وليس كل خلاف جاء معتبراً ----- إلا خلاف له حظ من النظر
وقال آخر:
وكم من عائب قولاً صحيحاً ----- وآفته من الفهم السقيم
ولكن تأخذ الآذان منه ----- على قدر القرائح والعلوم
وحسبنا في ذلك قول الحق تبارك وتعالى: " وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ".
يتبع ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 04:02 ص]ـ
توطئة لا بدّ منها
قبل أن ندلي بملاحظاتنا حول بحث الأخ أبي عرفة – حفظه الله - وما جاء فيه من كلام حول مدلول (الأسماء) في قوله تعالى " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا "، رأينا أن نعلّق بعض الشيء على ما جاء في مشاركات الاخوة الأفاضل بخصوص أصل اللغة، وما قيل في الأسماء والمسميات، لأنها أمور ذات علاقة بما سيأتي في كلامنا إن شاء الله تعالى ..
أصل اللغة
إن العقل البشري من الصعب تقييده، وهو وإن كان من الأجدى عليه أن يتعمّق في اللغة نفسها ويتفهّم طبيعتها وتعبيرها وأسلوبها، فهو لا يكتفي بذلك، بل ينصرف الى أمور أخرى يثيرها السؤال والاستفسار، كأصل اللغة ونشوئها وتطوّرها. وإن كان يعلم أن الغموض يحيطها من كل جانب، وليس عنده من الوثائق ما يرجع إليه.
ولقد اختلف العلماء في تحديد أصل اللغة ونشوئها، فانقسموا الى ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول: يقول إن اللغة وحي إلهي وتوقيف، ومن المعتقدين بهذه النظرية الزمخشري وأبو علي الفارسي. جاء في الكشاف: قوله تعالى " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ": " الأسماء كلها أي أسماء المسميات فحذف المضاف إليه .. فإن قلت فما معنى تعليمه أسماء المسميات؟ قلت: أراه الأجناس التي خلقها وعلّمه أن هذا اسمه فرس وهذا اسمه بعير وهذا اسمه كذا، وعلمه أحوالها وما يتعلق بها من المنافع الدينية والدنيوية " (1\ 210). وجاء في الخصائص: " إلا أن أبا علي رحمه الله قال لي يوماً: هي من عند الله، واحتجّ بقوله سبحانه " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا "، وذكر أنه قد يجوز تأويله أقدر آدم على أن واضع عليها " (1\ 40).
ونسب أبو الفتح بن برهان في كتاب (الوصول الى الأصول) الى المعتزلة القول بأن اللغات بأسرها تثبت اصطلاحاً (المزهر: 1\ 20). ولعلّ ذلك راجع الى أصل معتقدهم أن الانسان خالق أفعاله واللغة من جملتها. وإذا كان الأمر كذلك فإن أبا علي الفارسي والزمخشري مخالفان لمذهبهما الاعتزالي في هذه المسألة.
المذهب الثاني: يرى أن اللغة تواضع واصطلاح. يقول ابن جنّي: " أكثر أهل النظر على هذا الأمر وذلك كأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعداً فيحتاجوا الى الإبانة عن الأشياء المعلومات، فيضعوا لكل واحد منها سمة ولفظاً إذا ذُكر عُرف به ما مُسمّاه ليمتاز عن غيره بذكره عن إحضاره الى مرآة العين. وذهب بعضهم الى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعات كدوي الريح وحنين الرعد وخرير الماء وشحيح الحمار ونعيق الغراب وصهيل الفرس ونزيب الظبي ونحو ذلك، ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد " (الخصائص: 1\ 40 - 47).
فهذا الرأي يقول إن اللغة الانسانية نشأت من الاصوات الطبيعية " التعبير الطبيعي عن الانفعالات، أصوات الحيوانات، أصوات مظاهر الطبيعة، الأصوات التي تحدثها الأفعال عند وقوعها كصوت الضرب والقطع والكسر، وسارت في سبيل الرقي شيئاً فشيئاً " (علم اللغة لعلي عبد الواحد وافي، ص95 - 96).
وهذا الرأي هو النظرية المتقبلة التي ذهب إليها معظم المحدثين.
المذهب الثالث: يقوم على الوقف، أي لا يدري أهي من وضع الله أو البشر، لعدم الدليل القاطع في ذلك (الاقتراح، ص7). قال ابن السبكي في (رفع الحاجب): "الصحيح عندي أنه لا فائدة لهذه المسألة وهو ما صحّحه ابن الأنباري وغيره، ولهذا قيل: ذكرهما في الأصول فضول " (مشكلات حياتنا اللغوية، ص33).
وقد صوّب هذا الاتجاه الأستاذ أمين الخولي، قال: "انتباه الأقدمين – رغم ظروفهم الحيوية والعقلية – إلى أن هذا البحث في أصل اللغة ونشأتها ليس بذاك حتى قال قائلهم: والصحيح عندي أنه لا فائدة لهذه المسألة .. وهي لفتة طيّبة تريحنا وتريحكم من الوقوف عند كثير مما قيل في أصل اللغة ". (مشكلات حياتنا اللغوية، ص32).
يتبع ..
¥