تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإنّ التعبير عن المحكمات بأُم الكتاب يؤيّد هذه الحقيقة أيضاً، إذ أنّ لفظة «أُم» في اللغة تعني الأصل والأساس، وإطلاق الكلمة على «الأُم» أي الوالدة لأنّها أصل الأُسرة والعائلة والملجأ الذي يفزغ إليه أبناؤها لحلّ مشاكلهم. وعلى هذا فالمحكمات هي الأساس والجذر والأُم بالنسبة للآيات الأُخرى.

ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 07 - 2005, 08:03 ص]ـ

أخي الأمين

أخطأت، وجانبك الصواب، والأمر ليس كما تريد، وكلامك مردود بنص القرآن والحديث وأقوال السلف ...

قلتَ: مثل قوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) لا يعرف بدواً المراد منه إلا بالرجوع إلى قوله تعالى (ليس كمثله شيء) فيعرف أن المراد منها ـ أي من لفظ اليد ـ القوة والاحاطة، أو القدرة.!

وقولكَ: وكذا قوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) يعرف المراد منه بالرجوع إلى قوله تعالى (ليس كمثله شيء) بان معناه جاء امر الله أو عذاب الله أو جاء قضاء الله أو جاء رحمة الله وغفرانه .....

يقول تعالى: (يد) وتقول: الله لايقصد (اليد) بل يقصد (القدرة)!

ويقول تعالى: "وجاء ربك"، وأنت تقول: لايقصد ذلك وإنما يعني أمره ... أو عذابه ... !

يا أخي لو صرح وزير أو مدير بكلام، فجاء رجل وقال: الوزير لايقصد كذا وإنما يقصد كذا وكذا! فربما استنكرنا قول الرجل وأغلظنا له القول، فما بالك برجل يقول ذلك في حق الله تعالى؟ (ولله المثل الأعلى)

كلامك اللي تهذي به هو هروب لنفي التجسيم عن الله ولكنه أوقعك في التأويل، بل هو تقوّل على الله سبحانه!

ويا أخي الكريم، ليس هذا الطريق بطريق غفل، بل هو موسوم بأقوال العلماء الأثبات الثقات، وليس أفسد من هذا القول إلا قولك: أنّ الإنسان الواقعيّ الباحث عن الحقيقة لابدّ له لفهم كلام الله أن يضع الآيات جنباً إلى جنب ثمّ يستخرج منها الحقيقة!

وهل كل إنسان واقعي يضع الآيات جنبا إلى جنب يفهم كلام الله؟

نحن أمام طريق معبّد عبّده جمع من العلماء المشهود لهم بالعلم والتوثيق، ولسنا بحاجة إلى مغامر يبتكر لنا طريقا جديدا لم نكن نعرفه، وإليك هذه القواعد التي كتبها العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

قواعد في صفات الله تعالى

القاعدة الأولى: صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة.

أما السمع: فمنه قوله تعالى: (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (50). والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى.

وأما العقل: فوجهه أن كل موجود حقيقة، فلابد أن تكون له صفة. إما صفة كمال، وإما صفة نقص. والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة؛ ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز. فقال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) (51). وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ* أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (52). وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه: (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً) (53)، وعلى قومه: (أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (54).

ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، وهي من الله تعالى، فمعطي الكمال أولى به.

وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير