تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويحتمل أن يكون من باب الاكتفاء وهذا أسلوب غريب وقل في القرآن وجوده وأكثر ما يكون عند تقدم مقتضيات الألفاظ كالمبتدأ وحروف الشرطين الواقعين في الماضي والمضارع ويستغنى عنه عند أمر محذور التناسي

وقد يرد منه شيء يكون بناؤه بطريق الإجمال والتفصيل بأن تتقدم التفاصيل والجزئيات في القرآن فإذا خشى عليها التناسي لطول العهد بها بنى على ما سبق بها بالذكر الجملي كقوله تعالى) فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم (إلى قوله) وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما (فقوله فبظلم بيان لذكر الجملي على ما سبق في القول من التفصيل وذلك أن الظلم جملى على ما سبق من التفاصيل من النقض والكفر وقتل الانبياء) وقولهم قلوبنا غلف (2

والقول على مريم بالبهتان ودعوى قتل المسيح عليه السلام الى ما تخلل ذلك من أسلوب الاعتراض بها موضعين وهما قوله) بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا (وقوله) وما قتلوه وما صلبوه (2 الى قوله) شهيدا (2 وأنه لما ذكر بالبناء جملى الظلم من قوله فبظلم لأنه يعم على كل ما تقدم وينطوى عليه ذكر حينئد متعلق الجملى من قوله) فبما نقضهم ميثاقهم (عقب الباء لأن العامل في الأصل حقه أن بلى معموله فقال) فبظلم من الذين هادوا حرمنا (

هو متعلق بقوله) فبظلم (وقد اشتمل الظلم على كل ما تقدم قبله كما أنه أيضا اشتمل على كل ما تأخر من المحرمات الآخر التي عددت بعد ما اشتملت على ذكر الشيء بالعموم والخصوص فذكرت الجزئيات الأولى بخصوص كل واحد ثم ذكر العام المنطوي عليها فهذا تعميم بعد تخصيص ثم ذكرت جزئيات آخر بخصوصها فتركيب الأساليب من وجوه كثيرة في الآية وهو التعميم بعد التخصيص ثم التخصيص بعد التعميم ثم البناء بعد الاعتراض

ومنه قوله تعالى) (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات الى قوله) عذابا أليما (فقوله) ولولا رجال مؤمنون) إلى قوله) بغير علم (هو المقتضى الاول المتقدم

وقوله) لو تزيلوا (هو المقتضى الثاني وهو البناء لأنه المذكر بالمقتضى الأول الذي هو لولا خشية تناسيه فهو مبنى على الأول ثم أورد مقتضاها من الجواب بقوله) لعذبنا الذين كفروا منهم (ورودا واحدا من حيث أخذا معا كأنهما مقتضى منفرد من حيث هما واحد بالنوع وهو الشرط الماضي فقوله) لو تزيلوا (بناء على قوله) ولولا رجال (نظر في المضارعة

وأما قوله) ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفورلغفور رحيم (فيجوز أن يكون تكريرا ويجوز أن يكون الكلام عند قوله) وأصلحوا (ويكون الثاني بيانا لمجمل لا تكريرا

وقد جعل ابن المنير من هذا القسم قوله تعالى) من كفر بالله من بعد إيمانه (

ثم قال) من شرح بالكفر صدرا (

وقوله) ولولا رجال مؤمنون (ثم قال) لو تزيلوا (1 ونازعه العراق لأن المعاد فيهما أخص من الأول وهذا يجيء في كثير مما ذكرنا ولا بد أن يكون وراء التكرير شيء أخص منه كما بينا


الرابع

في مقام التعظيم والتهويل

كقوله تعالى) الحاقة ما الحاقة (

) القارعة ما القارعة)

) إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر (
وقوله) وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين (
وقوله) فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة (

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير