تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بين التاء وبين هذه الكسرة الجمع بين العوض والمعوض منه لأنها في حكم الياء إذا قلت: يا غلام فكما لا يجوز يا أبتي لا يجوز يا أبت. قلت الياء والكسرة قبلها شيئان والتاء عوض من أحد الشيئين وهو الياء والكسرة غير متعرض لها فلا يجمع بين العوض والمعوض منه إلا إذا جمع بين التاء والياء لا غير. ألا ترى إلى قولهم يا أبتا مع كون الألف فيه بدلاً من التاء كيف جاز الجمع بينها وبين التاء ولم يعد ذلك جمعاً بين العوض والمعوض منه فالكسرة أبعد من ذلك. فإن قلت: فقد دلت الكسرة في يا غلام على الإضافة لأنها قرينة الياء ولصيقتها. فإن دلت على مثل ذلك في يا أبت فالتاء المعوضة لغو: وجودها كعدمها. قلت: بل حالها مع التاء كحالها مع الياء إذا قلت يا أبي. فإن قلت: فما وجه من قرأ بفتح التاء وضمها قلت: أما من فتح فقد حذف الألف من يا أبتا واستبقى الفتحة قبلها كما فعل من حذف الياء في يا غلام ويجوز أن يقال: حركها بحركة الباء المعوض منها في قولك يا أبي. وأما من ضم فقد رأى اسماً في آخره تاء تأنيث فأجراه مجرى الأسماء المؤنثة بالتاء فقال: يا أبت كما تقول يا تبة من غير اعتبار لكونها عوضاً من لهاء الإضافة وقرئ: إني رأيت بتحريك الياء. وأحد عشر بسكون العين تخفيفاً لتوالي المتحركات فيما هو في حكم اسم واحد وكذا إلى تسعة عشر إلا اثني عشر لئلا يلتقي ساكنان ورأيت من الرؤيا لا من الرؤية لأن ما ذكر معلوم أنه منام لأنّ الشمس والقمر لو اجتمعا مع الكواكب ساجدة ليوسف في حال اليقظة لكانت آية عظيمة ليعقوب عليه السلام ولما خفيت عليه وعلى الناس. فإن قلت: ما أسماء تلك الكواكب قلت: روى جابر أن يهودياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أخبرني عن النجوم التي رآهن يوسف فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنزل جبريل عليه السلام فأخبره بذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لليهودي {إن أخبرتك هل تسلم {قال: نعم. قال: {جريان والطارق والذيال وقابس وعمودان والفليق والمصبح والضروح والفرغ ووثاب وذا الكتفين رآها يوسف والشمس والقمر نزلن من السماء وسجدن له {فقال اليهودي: إي والله إنها لأسماؤها. وقيل: الشمس والقمر أبواه. وقيل: أبوه وخالته. والكواكب: إخوته وعن وهب أن يوسف رأى وهو ابن سبع سنين أن إحدى عشرة عصا طوالا كانت مركوزة في الأرض كهيئة الدارة لماذا عصا صغير تثب عليها حتى اقتلعتها وغلبتها فوصف ذلك لأبيه فقال: إياك أن تذكر هذا لإخوتك ثم رأى وهو ابن ثنتي عشرة سنة الشمس والقمر والكواكب تسجد له فقصها على أبيه فقال له: لا تقصها عليهم فيبغوا لك الغوائل. وقيل: كان بين رؤيا يوسف ومصير إخوته إليه أربعون سنة. وقيل: ثمانون. فإن قلت لم أخر الشمس والقمر قلت: أخرهما ليعطفهما على الكواكب على طريق الاختصاص بياناً لفضلهما واستبدادهما بالمزية على غيرهما من الطوالع كما أخر جبريل وميكائيل عن الملائكة ثم عطفهما عليها لذلك ويجوز أن تكون الواو بمعنى مع أي: رأيت الكواكب مع الشمس والقمر. فإن قلت: ما معنى تكرار رأيت قلت: ليس بتكرار إنما هو كلام مستأنف على تقديم سؤال وقع جواباً له كأن يعقوب عليه السلام قال له عند قوله: {إني رأيت أحد عشر كوكباً {كيف رأيتها سائلاً عن حال رؤيتها فقال: {رأيتهم لي ساجدين {فإن قلت: فلم أجريت مجرى العقلاء في رأيتهم لي ساجدين قلت: لأنه لما وصفها بما هو خاص بالعقلاء وهو السجود. أجرى عليها حكمهم كأنها عاقلة وهذا كثير شائع في كلامهم أن يلابس الشيء الشيء من بعض الوجوه فيعطى حكماً من أحكامه إظهاراً لأثر الملابسة والمقاربة.

لله در علمائنا الأفذاذ الأتقياء الأوفياء

وبارك الله بك أخي جمال على هذه المواقع والتي ينوء جهازي بحملها لضعفه.

لذلك لم أستطع التعامل مع الموقع الخاص بالإعراب؛ فما زلت غير متأكد من

ساجدين (والتي كنت أظنها إما حالاً منصوباً أو مفعولاً به ثانٍ؛ ولكن من تفسير

الزمخشري والقرطبي أيضاً أن رأى هنا من رؤيا، وليس من رؤية

هذا ونهيب بإخوتنا وبالشيخ جمال للبيان والتبيين.

أخوكم / عمار

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 05:34 ص]ـ

عمار

أيّها الأخ الفاضل

قوله تعالى (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)

سَاجِدِينَ " هي حال منصوب بالياء

وطالما بقيت على هذه الحال من تدبر لآيات الكتاب بالرجوع لأقوال العلماء فإننا نأمل فيك الخير العميم

ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[21 - 08 - 2010, 02:58 م]ـ

لم يخطيء الأخ الضاد1 فساجدين مفعول به ثان , وهذا أحد القولين في مسألة نصب رأي الحلميّة

وخلاصة المسألة أنّ العلماء اختلفوا في نصب رأى الحلميّة فمنهم من عدّاها لمفعولين إذ ألحقوها برأى العلميّة الاعتقاديّة لكونها مثلها في أنها إدراك بالحس الباطن

كما هو الحال في هذه الآية

وإليه أشار في الخلاصة:

ولرأى الرؤيا انم ما لعلما ... طالب مفعولين من قبل انتمى

ومنهم من اعتبرها متعدّية لمفعول واحد وساجدين حال , وهو قول أبي البقاء

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير