ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 05:36 ص]ـ
وقفة جميلة في ربوع القرآن أخي جمال:
(وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) 24 الصافات
وقوله نعالى (فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ) 39 الرحمن
هل يوجد تعارض بين هاتين الآيتين؟
الجواب:
لا يوجد تعارض.
كيف؟
لقد أشار القرآن بشكل مفصل إلى يوم القيامة وما فيه من أهوال شديدة.
توجد عدة محطات يمر بها المرء يوم القيامة, تتفاوت مدة الوقوف فيها, وتحتلف طريقة التعامل معها مع الإنسان.
في بعض هذه المواقف, لا يسمح للمرء بالكلام, حيث تكون جوارحه هي الناطقة:
" اليوم نختم على أفواهم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " - يس: 65
بينما يسأل الإنسان بمنتهى الدقة عما بدر منه وعما عمل في حياته من أعمال, في موقف آخر:
فوربك لنسألنهم أجمعين. عما كانوا يعملون " - الحجر: 92 - 93
وفي بعض المواقف يتبع الإنسان أسلوب الدفاع والجدل:
" يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها. وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون " - النحل: 111
وفي بعض المواقف يؤخذ المجرمون بما لديهم من علامات تميزهم عن غيرهم:
" فيومئذ لا يسأل عن ذنبه أنس ولا جان. فبأي ألاء ربكما تكذبان. يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام " الرحمن: 39 - 41
كأن المعنى هكذا: لا داعي للسؤال في هذا المورد, حيث أن وجود العلانة المميزة للمجرمين تغني عن مساءلتهم, ولذا يتم التعرف عليهم من خلال تلك العلامات ليتم أخذهم إلى النار.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 06:06 ص]ـ
الأخ لؤي
قوله تعالى
) فاهدوهم إلى صرط الجحيم، وقفوهم إنهم مسئولون، ما لكم لا تناصرون، (
متعلق في زمن ما بعد الحساب وبعد أن قادتهم الملائكة إلى صراط الجحيم لينالوا جزاءهم--هم مسئولون --ولكن ليس عن التوحيد ولا عن العقائد----هم مسئولون سؤالا تهكميا بهم هو (ما لكم لا تناصرون،) ---منتهى السخرية بهم في موقف هم فيه أذلاء --أين مناصريكم؟ لماذا لا يناصرونكم في هذا الموقف الحرج؟
ما لكم لا تناصرون،؟
فهل هذا التوجه في فهم الآية يرضيك؟
أحتاج لتعقيبك على كلامي هذا أخي الدكتور الفاضل
هل يرضيك؟؟
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[18 - 08 - 2005, 04:19 م]ـ
شكرا أخي العزيز جمال على دعوتكم لي إلى المداخلة.
" فاهدوهم إلى صرط الجحيم، وقفوهم إنهم مسئولون، ما لكم لا تناصرون، بل هم اليوم مستسلمون " - الصافات: 24 - 26
" فاهدوهم إلى صرط الجحيم"
في هذه الآية القرآنية وقفة جمالية.
لقد كان هؤلاء العصاة في الحياة الدنيا يستنكفون عن اتباع الحق المتمثل في الصراط المستقيم, والذي عبر عنه القرآن في كثير من الموارد:
" وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " الأنعام: 153
" إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم " - الزخرف: 64
" وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم " الزخرف: 61
" وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون " المؤمنون: 74
" وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم " المؤمنون: 73
" أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم" الملك: 22
" فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما " - النساء: 175
" ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما " -الفتح: 2
وهاهم اليوم ينقادون رغم إرادتهم, صاغرين إلى صراط الجحيم.
تأمل الدقة اللفظية للقرآن في اختيار هذا التعبير (صراط الجحيم) ليذكر هؤلاء المجرمين بما كانوا عليه من استكبار وعناد في الحياة الدنيا في عدم اتباع (الصراط المستقيم) في الحياة الدنيا.
والمراد من اللفظ القرآني (فاهدوهم) هو إيصالهم مجبرين إلى الصراط, واستخدام هذا اللفظ, أي التعبير عن إيصالهم إلى الصراط بالهداية إنما هو من باب الاستهزاء بهم, ونجد مثل هذا التعبير في مواقف قرآنية أخرى كقوله تعالى:
" فبشرهم بعذاب أليم "
حيث أن البشارة إنما تكون عادة بالنعيم وليس بالعذاب.
سأعود لإكمال الجوانب الأخرى.