تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات أنّ كفار قريش طلبوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يأتيهم بآيات، كما بيّن طلبهم ذلك في قوله تعالى في سورة الإسراء: (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تفْجرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعاً * ... أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ قَبِيلا) (الآيتان/90و92).

وقال في الآية (38) من سورة الرعد: (وَمَا كَانَ لِرَسُول أَنْ يَأْتِيَ بِآيَة) مقترحة عليه (إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ) وأنّ لكلّ أمر وقتاً مُحدّداً سجّل في كتاب.

واستثنى منه في الآية بعدها وقال: (يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ) من ذلك الكتاب ما كان مكتوباً فيه من رزق وأجل وسعادة وشقاء وغيرها (وَيُثْبِتُ) ما يشاء ممّا لم يكن مكتوباً في ذلك الكتاب (وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، أي: أصل الكتاب وهو اللّوح المحفوظ، الذي لا يتغيّر ما فيه ولا يبدل.

وبناءً على ذلك قال بعدها: (وَإِنْ مَا نُريَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) من العذاب في حياتك (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) قبل ذلك (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغ) فحسب ... .

ويدلّ على ما ذكرناه ما رواه الطبري والقرطبي وابن كثير


الصفحة 14

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير