تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[11 - 09 - 2005, 08:17 م]ـ

أخي العزيز جمال:

حول محتوى الزبور, بأنه تعاليم وتوجيهات وليس أحكاما.

أورد العالم الكبير الألوسي في تفسيره الشهير ما يلي:

"والزبور في الأصل وصف للمفعول كالحلوب أو مصدر كالقبول، نعم هذا الوزن في المصادر قليل والأكثر ضم الفاء وبه قرأ حمزة وجعله بعضهم على هذه القراءة جمع زبر بكسر الزاي بمعنى مزبور ثم جعل علماً للكتاب المخصوص وليس فيه من الأحكام شيء. أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال: الزبور ثناء على الله عز وجل ودعاء وتسبيح، وأخرج هو وابن جرير عن قتادة قال: كنا نحدث أن الزبور دعاء علمه داود عليه السلام وتحميد وتمجيد لله عز وجل ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود. " (1)

والذي تدل عليه بعض الآثار اشتمال على بعض النواهي والأوامر، فقد روى ابن أبي شيبة أنه مكتوب فيه أنى أنا الله لا إله إلا أنا ملك الملوك قلوب الملوك بيدي فأيما قوم كانوا على طاعة جعلت الملوك عليهم رحمة وأيما قوم كانوا على معصية جعلت الملوك عليهم نقمة فلا تشغلوا أنفسكم بسبب الملوك ولا تتوبوا إليهم وتوبوا إلى أعطف قلوبهم عليكم ... (2)

و أورد السيوطي في الدر المنثور:

" وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وَءاتَيْنَا * دَاوُودُ} [الإسراء:95 - 42] قال: كنا نحدث أنه دعاء علمه داود وتحميد أو تمجيد الله عز وجل ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: الزبور ثناء على الله ودعاء وتسبيح. " (3)

(1) - تقسير روح المعاتي للألوسي.

(2) نفس المصدر السابق.

(3) تفسير الدر المنثور للسيوطي.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 - 09 - 2005, 09:40 م]ـ

الأخ العزيز الدكتور الفاضل

مع علو قيمة ما نقلت لنا إلّا أني أجد ما زعمه المفسر الإمامي الشيرازي بعيدا جدا عن محتوى الآية

فلا تناسب مطلقا بين الدعاء وقول التي هي أحسن --على فرض أنّ ما في الزبور مناجاة ودعاء---فقول التي هي أحسن أعمال هي من باب حسن المعاملة

وإن كنت أرغب في فهم الآية فأنا أفهمها ككلام جديد لا تناسب له مع ما سبق--إنما خص زبور داوود بالذكر هنا لسببين

* تعريض بالمشركين لأنّه مكتوب في الزبور (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) أي أهل دين الإسلام الماجد --ولا معنى للكلام عن الفقراء في سياق كلام المفسر الإمامي

* تبيان أنّ وجه المفاضلة ليس بالملك وبالغنى اللذين حازهما داوود إنما بالكتاب الذي أنزل عليه

ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[11 - 09 - 2005, 10:08 م]ـ

طيب ......

وفي نفس السورة قال تعالى:

(وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَة

فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) {59} الإسراء

الأيات والمعجزات الدالة على صدق الرسل كثيرة ..

فما مناسبة ذكر ناقة صالح دون بقية الآيات والمعجزات الأخرى؟؟

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[11 - 09 - 2005, 11:54 م]ـ

أخي العزيز جمال:

حسب فهمي, فإن ما يود الشيخ ناصر الشيرزي قوله هو الانسجام بين مضمون هذه الآيات وبين ما في الزبور من ناحية الهدف, وهذا تفسير منطقي, فالدعاء والقول الحسن والكلام الجميل بينهما محاور مشتركة, فليس الدعاء إلا قول جميل وكلام حسن, ولذا نجد أن هناك انسجاما بين ذلك.

مجرد إيضاح ليس إلا.

أخي العزيز عمر تهامي:

وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَة فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) {59} الإسراء

ناقة صالح من المعاجز الكبرى, حيث أخرجها الله من الجبل استجابة لقوم صالح, وقد كانت معجزة في غاية الوضوح والدلالة, ولكنهم كفروا بها ومنعوها شربها وقتلوها، فأبادهم الله عن آخرهم وانتقم منهم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر.

لعل هذا الوضوح في المعجزة, والعقاب الإلهي العظيم جزاء موقف قوم ثمود من الناقة, حيث أبادهم سبحانه وتعالى عن آخرهم بعد قتلهم الناقة, هو السبب في اختيار هذا المثال كي يكون أكثر انسجاما مع أجواء الآيات المتقدمة:

{وَإِن من قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ?لْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذ?لِك فِي ?لْكِتَابِ مَسْطُوراً}

قال الألوسي - رحمه الله - في روح المعاني:

" {وَءاتَيْنَا ثَمُودَ ?لنَّاقَةَ} عطف على ما يفصح عنه النظم الكريم كأنه قيل وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون حيث أتيناهم ما اقترحوا على أنبيائهم عليهم السلام من الآيات الباهرة فكذبوها وآتينا ثمود الناقة باقتراحهم على نبيهم صالح عليه السلام وأخرجناها لهم من الصخرة {مُبْصِرَةً} على صيغة اسم الفاعل حال من الناقة، والمراد ذات أبصار أو ذات بصيرة يبصرها الغير ويتبصر بها فالصيغة للنسب أو جاعلة الناس ذوي بصائر على أنه اسم فاعل من أبصره والهمزة للتعدية أي جعله ذا بصيرة وإدراك ويحتمل أن يكون إسناد الإبصار إليها مجازاً وهو في الحقيقة حال من يشاهدها. "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير