تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 10 - 2005, 04:38 ص]ـ

الأخ الدكتور الفاضل

في غمرة رغبتك في إقحام الكلام الحسين زينة شباب أهل الجنّة نسيت أن عبارة الأخ السائل تتحدث عن علاقة بين بشر وجماد لا يمكن أن يكون بينهما ما يمكن أن يكون بين البشر والبشر

مقبول جدا أن أقول لإبني أنا منك وأنت منّي---حتّى أنّ اعتراض الأخ السائل على الجزء الثاني من عبارته بقوله (عبارة ((أنا من الوطن و الوطن منّي))

كيف يفهم القاريء قولنا (الوطن منّي)؟

هل يمكن أن يكون الوطن جزءاً من الإنسان أو منتمياً إلى الإنسان أو ما شابه ذلك؟

لو قلت هذه الكلمة لوحدها (الوطن مني) وسمعها أحد من الناس، فسيتعجب ولن يفهمها على الأرجح، و لن تكون ذات دلالة كما تكونه عندما نضعها في سياق الجملة كاملة:)

لا يمكن أن ينشأ على عبارة (حسين مني وأنا من حسين،) فالجزء الأول منها صحيح لوحده والجزء الثاني صحيح لوحده

ألاحظت؟؟؟

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[07 - 10 - 2005, 02:48 م]ـ

أخي العزيز جمال:

نعم لاحظت ذلك.

إنني أحب مشاكستك كي استخرج منك ما تخزتنه من كنوز معرفية ودرر لغوية.

عزيزي جمال:

للحرف من عدة معان, ومن في العبارة (الوطن مني) ليس المقصود منها التبعيض, حيث أن هذا الاحتمال مستبعد و أتفق معك في هذا.

إن للحرف معان متعددة - غير التبعيض - تفهم من سياق الكلام.

تأمل قوله تعالى على سبيل المثال:

فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني " - البقرة 249

كيف يكون قوم طالوت منه؟

ماهو المراد من الكلمة (من) في هذا المورد؟

ذكر المفسرون تأويلات للكلمة (مني) من ضمنها أي ليس بمتصل أو منحد معي, كالألوسي في روح المعاني.

فقد يكون المراد في العبارة (الوطن منّي) أن الوطن متصل بي, وفي هذه يكون استخدام (مني) استخدام غير حقيقي.

كما يمكن أن يكون التقدير " أنا من أبناء الوطن وأبناء الوطن مني " للدلالة على التلاحم.

مجرد استثارة لغوية للعزيز جمال ليس إلا.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 - 10 - 2005, 05:47 م]ـ

الفاضل أبو طالب

أنت تجيد استمالة قلوب النّاس بلسانك المعسول--وأنا أظنّ أنك عملت سفيرا يوما ما:)

على أيّة حال جملة السائل (أنا من الوطن و الوطن منّي) تدل على الترابط والتلاحم بين الإنسان ووطنه--إلّا أنّي لا أرى أنّها تشبه قوله تعالى (فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني) --لأن معني قوله تعالى " فإنّه منّي " أي متوحد معي إلى درجة علاقة الدّم بين الوالد وولده---هذا بالإضافة إلى أنّ العبارة القرآنية أشبهت شقّا واحدا من عبارة السائل وهو (و الوطن منّي) ولم تتناول العكس --لاحظت كيف أنّ السياق اكتفى بالقول (فإنه مني) ولم يضف إليه " وأنا منه"

واهم من هذا كله أنّ العبارة القرآنيّة تتحدث عن بشر لا عن جمادات

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير