8 - والقول بأن الله قريب بذاته، وأن الله مع كل أحد بذاته عز وجل، وهذا هو المذهب الذي بنى عليه أهل الاتحاد والحلول أفكارهم.
الفصل الخامس: الحكم على الجهمية
س: ما هو الحكم على الجهمية؟
ج: اختلف الناس في إطلاق الكفر على الجهمية، فهناك يحكم بكفرهم، وهناك من يدافع عنهم، ولقد ذهب كثير من علماء السلف إلى تكفير الجهمية وإخراجهم من أهل القبلة، ومن هؤلاء الإمام الدارمي أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، واستدل بالقرآن الكريم، حيث أخبر عن قريش قالوا عن القرآن: (إن هذا إلا قول البشر) أي مخلوق، وهو نفسه قول الجهم بخلقه، ومن الأثر ما ورد عن علي وابن عباس في قتلهم الزنادقة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من بدل دينه فاقتلوه "، كما أورد الدارمي جملة من أسماء الذين حكموا بكفر الجهمية صراحة، ومنهم: سلام بن أبي مطيع، وحماد بن زيد، ويزيد بن هارون، وابن المبارك، ووكيع، وحماد بن أبي سليمان، ويحي بن يحيى، وأبو توبة الربيع ابن نافع، ومالك بن أنس.
الباب الثالث عشر: المعتزلة
الفصل الأول: نشأتهم
س: كيف نشأت المعتزلة؟
ج: المعتزلة اسم يطلق على فرقة ظهرت في الإسلام في القرن الثاني الهجري ما بين سنة 105 وسنة 110هـ، بزعامة رجل يسمي واصل بن عطاء الغزال، وقد أصبحت المعتزلة فرقة كبيرة تفرعت عن الجهمية في معظم الآراء، ثم انتشرت في أكثر بلدان المسلمين انتشارا واسعا، وهناك روايات يذكرها الباحثون في كيفية نشأة المعتزلة:
1 - إذ يرى بعض العلماء أن أصل بدء الاعتزال كان في زمن الخليفة الراشد علي رضي الله عنه، حينما اعتزل جماعة من الصحابة كانوا معه السياسة، وتركوا الخوض في تلك الخلافات التي نجمت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وهذا القول باطل لا صحة له، وقد أيده الشيخ محمد الطاهر النيفر.
2 - ويرى أكثر العلماء أن أصل بدء الاعتزال هو ما وقع بين الحسن البصري وواصل بن عطاء من خلاف في حكم أهل الذنوب.
وقد تفرقت المعتزلة فرقا كثيرة، إلا أنه يجمعهم إطار عام وهو الاعتقاد بالأصول الخمسة، وهي التوحيد على طريقة الجهمية والعدل على طريقة القدرية، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طريقة الخوارج.
الفصل الثاني: أسماء المعتزلة وسبب تلك التسميات
س: ما أسماء المعتزلة وما سبب تلك التسميات؟
ج: أ- الأسماء التي لا يحبها المعتزلة:
1 - المعتزلة: ويرجع سبب التسمية إلى اعتزال أول زعيم لهم وهو واصل ابن عطاء الغزالي إلى حلقة الحسن البصري حينما ألقي رجل سؤالا عن مرتكبي الذنوب فبادر واصل إلى الجواب قبل أن يجيب الحسن، حيث أجاب بأنهم في منزلة بين المنزلتين، وسموا معتزلة على سبيل الذم من قبل المخالفين لهم.
2 - جهمية: ولهذا الاتفاق بين المعتزلة والجهمية في تلك المسائل العقدية، ولسبق الجهمية في الظهور، أطلق العلماء اسم الجهمية على المعتزلة، وذلك لأن المعتزلة هم الذين أحيوا آراء الجهمية في مبدأ ظهورهم، والجهمية أعم من المعتزلة فكل معتزلي جهمي، وليس كل جهمي معتزليا.
3 - القدرية: بسبب موافقتهم القدرية في إنكار القدر وإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم، وهم لا يرضون بهذا الاسم ويرون أنه ينبغي أن يطلق على الذين يقولون بالقدر خيره وشره من الله تعالى لا عليهم، وكان أول المتكلمين في القدر والمقررين له معبد الجهني وغيلان الدمشقي.
4 - الثنوية والمجوسية: وهم ينفرون من هذا الاسم، وسموا بهذا لأن مذهبهم يقرر أن الخير من الله والشر من العبد، وهو يشبه مذهب الثنوية والمجوس الذي يقرر وجود إلهين: أحدهما للخير والآخر للشر.
5 - الوعيدية: وهو ما اشتهروا به من قولهم بإنفاذ الوعد.
6 - المعطلة: وهو اسم للجهمية أيضا ثم أطلق على المعتزلة لموافقتهم الجهمية في نفي الصفات وتعطيلها.
ب- الأسماء التي يحبها المعتزلة:
1 - المعتزلة: وقد سبق أنه اسم ذم وهو كذلك إلا أن المعتزلة أخذوا يدللون على أنه اسم مدح بمعنى الاعتزال عن الشرور والمحدثات واعتزال الفتن.
2 - أهل العدل والتوحيد أو "العدلية ": والعدل عندهم يعنى نفي القدر عن الله تعالى، أو أن تضاف إليه أفعال العباد القبيحة، والتوحيد عندهم يعنى نفى الصفات عن الله تعالى، وتسميتهم بالعدلية اسم مدح اخترعوه لأنفسهم.
¥