تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهل معنى أنهم جعلوا الصفات الإضافية أمروراً اعتبارية لا وجدود لها في الخارج، أي: أنكروا حقيقة جميع الصفات الإضافية حتى لا يتصور لها وجود خارج الذهن؟

وإذا كان كذلك، فلماذا أنكروها، وما قول أهل السنة في الصفات الإضافية؟

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 08:55 ص]ـ

قال الشيخ محمد أمان الجامي في كتابه (الصفات الإلهية في ضوء الكتاب والسنة):

الباب الثاني: أنواع الصفات عند السلف والخلف

أ- الصفات السلبية:

أما السلف فإنهم لم يتوسعوا في تقسيم الصفات وتنويعها، إذ ليس من عاداتهم الإسراف في الكلام في المطالب الإلهية، بل لا يكادون يتجاوزون الكتاب والسنة في مبحث الصفات، إلا أن أولئك الذين حضروا زمن الفتنة (بعد نشأة علم الكلام في عهد العباسيين) وابتلوا بمناقشة علماء الكلام وجدالهم بأسلوبهم اضطروا للخوض في تقسيم الصفات بِقَدَرٍ، كما سيأتي بيان ذلك عند الكلام على الصفات الخبرية إن شاء الله.

وأما الخلف، فقد أولعوا بتقسيم الصفات وتنويعها، ومن ذلك تنويعهم الصفات إلى نفسية وسلبية وصفات معان، ومعنوية وصفات فعلية، وصفات جامعة، والصفة الإضافية وهي تتداخل مع الفعلية كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله.

أما الصفات السلبية فهي خمس صفات عند الأشاعرة:

1 - القدم.

2 - البقاء.

3 - الوحدانية.

4 - المخالفة للحوادث.

5 - الغنى المطلق، المعروف عندهم (القيام بالنفس).

قال العلامة الشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه أضواء البيان: "اعلم أن المتكلمين قسموا صفاته جل وعلا إلى ستة أقسام:

1 - صفة نفسية.

2 - صفة سلبية.

3 - صفة معنى.

4 - صفة معنوية.

5 - صفة فعلية.

6 - صفة جامعة. مثل العلو والعظمة مثلاً.

7 - الصفة الإضافية هي تتداخل مع الفعلية.

لأن كل صفة فعلية من مادة متعدية إلى المفعول كالخلق والإحياء والإماتة فهي صفة إضافية، وليست كل صفة إضافية فعلية، فبينهما عموم وخصوص من وجه، يجتمعان في نحو الخلق والإحياء والإماتة.

وتنفرد الفعلية في نحو الاستواء وتنفرد الإضافية في نحو كونه تعالى موجوداً قبل كل شيء، وأنه فوق كل شيء، لأن القبلية والفوقية من الصفات الإضافية وليستا من صفات الأفعال اهـ.

وضابط الصفة السلبية عندهم: هي الصفة التي لا تدل بدلالة المطابقة، على معنى وجودي أصلاً، وإنما تدل على المعنى السلبي غير الثبوتي كالقدم يدل على ما سبق العدم، والبقاء يدل على عدم لحوق الفناء إلى آخر الصفات الخمسة التي تقدم ذكرها.

وقال بعضهم: هي التي تدل على سلب ما لا يليق بالله عن الله والتعريفان متقاربان كما ترى.

وهناك صفات سلبيات أخرى غير الصفات السلبيات التي اصطلح عليها الأشاعرة التي تقدم الحديث عنها، ونعني بالسلبيات هنا الصفات التي تدخل عليها (أداة) النفي مثل (لا)، و (ما) و (ليس) وهذا النوع من السلوب والنفي كثير في القرآن، وإنما يقع النفي في القرآن لتضمنه كمال ضد الصفة المنفية، بل لقد ثبت (بالاستقراء) أن كل نفي يأتي في صفات الله تعالى في الكتاب والسنة إنما هو لثبوت كمال ضده، كقوله تعالى: {وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}، لكمال عدله، وقوله تعالى: {لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ}، لكمال علمه، وقوله: {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}، لكمال قوته، وقوله تعالى: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ}، لكمال حياته وقيوميته، وقوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}، لكمال جلاله وعظمته وكبريائه، وإلا فالنفي الصرف لا مدح فيه، ألا ترى أن قول الشاعر:

قُبَيِّلَة لا يَغْدِرَون بذمِّة ولا يظلمون الناس حبة خردل

لما اقترن بنفي الغدر والظلم عنهم ما ذكره قبل هذا البيت وبعده، وتصغيرهم بقوله: (قُبَيِّلَة) عُلِمَ أن المراد عجزهم وضعفهم لا كمال قدرتهم، وقول آخر:

لكنَّ قومي وإن كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وإن هانا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير