تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الناس مثله) أي مثل تحويل الخطيب فقد روى الإمام أحمد من حديث عبد الله بن زيد أنه (ص) حول رداءه وقلب ظهراً لبطن وحول الناس معه (قلت ويترك محولاً حتى تنزع الثياب) لأنه لم ينقل أن النبي (ص) غير رداءه بعد التحويل فالإمام والمصلون في ذلك سواء فإذا فرغ الخطيب من الدعاء مستقبلاً أقبل على الناس بوجهه وحثهم على الطاعة وصلى على النبي (ص) ودعا للمؤمنين وقرأ آية أو آيتين وقال أستغفر الله لي ولكم.

(ولو ترك الإمام الاستسقاء فعله الناس) محافظة على السنة (ولو خطب قبل الصلاة جاز) لخبر أبي داود أنه خطب ثم صلى وفيه بيان الجواز قبل الصلاة أو بعدها (ويسن أن يبرز لأول مطر السنة ويكشف غير عورته ليصيبه) المطر فقد روى مسلم عن أنس أنه قال أصابنا مطر ونحن مع رسول الله (ص) فحسر ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا قال لأنه حديث عهد بربه –ومعنى حسر أي كشف- (وأن يغتسل أو يتوضأ في السيل) فقد روى الشافعي في الأم أنه (ص) كان إذا سال السيل قال "اخرجوا بنا إلى هذا الذي جعله الله طهوراً فنتطهر منه" (ويسبح عند الرعد والبرق) لخبر مالك عن عبد الله بن الزبير كان النبي (ص) إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال "سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته" (ولا يتبع بصره البرق).

فقد ذكر الشافعي عن عروة بن الزبير أنه قال إذا رأى أحدكم البرق والودق فلا يشير إليه "والودق هو المطر" وكان يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له سبوح قدوس (ويقول عند نزول المطر اللهم صيباً نافعاً) أي غزيراً ذا نفع رواه البخاري وفي رواية ابن ماجة سَيْباً أي عطاءً نافعاً (ويدعو بما شاء) لما روى البيهقي أن الدعاء يستجاب في أربعة مواطن: "عند التقاء الصفوف ونزول الغيث وإقامة الصلاة ورؤية الكعبة" (وبعده بفضل الله ورحمته) أي يقول بعد المطر (ويكره أن يقول مطرنا بنوء كذا) أي إضافة المطر إلى طلوع نجم معين فإن اعتقد أن النجم هو الفاعل الحقيقي للمطر كفر لخبر الصحيحين عن زيد بن خالد "أصبح من عبادي مؤمن وكافر فأما من قال: مُطِرْنا بفضل الله ورحمته فذاك مؤمن بي كافر بالكواكب ومن قال مطرنا بنوء كذا فذاك كافر بي مؤمن بالكواكب" (وسب الريح) ويكره سب الريح بل يسنُّ عندها الدعاء لخبر "الريح من روح الله –أي من رحمته- تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها – رواه أبو داود بإسناد حسن (ولو تضرروا بكثرة المطر فالسنّةُ أن يسألوا الله رفعه) بأن يقولوا كما قال رسول الله (ص) حين شُكِي إليه ذلك (اللهم حوالينا ولا علينا) اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر: رواه الشيخان والآكام جمع أُكُم وهو جمع أكمة وهي التلال المرتفعة وأما الظراب فهي جمع ظرب وهو التلال المنخفضة (ولا يصلي لذلك والله أعلم) لعدم وروده.

باب في حكم تارك الصلاة

ترك الصلاة من الكبائر: قال تعالى: [فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً] مريم:59 - 60. وقال النبي (ص): "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة" رواه مسلم عن جابر وقال النبي (ص): "من فاتته صلاة العصر حبط عمله" رواه مسلم عن جابر. وقال النبي (ص) من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله" رواه أحمد عن أم أيمن.

(إنْ تَرَكَ الصلاةَ) مكلفٌ عالم أو جاهل لم يعذر بجهله لكونه بين أظهرنا ولا بعذر بالجحود لأنه بيننا لا يخى عليه حكمها (جاحداً وجوبها) الجحود هو الانكار بعد العلم (كفر) اجماعاً ككل مجمع عليه معلوم من الدين بالضرورة فيجري عليه حكم المرتد بخلاف من أنكر وجوبها لقرب عهده بالإسلام لجواز أن يخفي عليه فلم يعلمه (أو كسلاً قُتِلَ حداً) أي من تركها تهاوناً قتل بالسيف حداً لا كفراً لخبر الشيخين عن أبي هريرة "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" وخبر أبي داود: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهنّ فليس له عند الله عهدٌ إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه". فما دام تاركها تحت المشيئة إن شاء تعالى عذبه وإن شاء أدخله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير