تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حديث حسن والأول أصح وأكثر رواةً (ويستحب إكثار التلبية ورفع صوته بها في دوام إحرام) أي مادام محرماً (وخاصة عند تغاير الاحوال كركوب وهبوط وصعود واختلاط رفقة) لما روى مالك في الموطأ وأصحاب السنن عن خلاد بن السائب عن أبيه أن النبي قال: أتاني جبريل فأمرني أن أمر أصحابي فيَدِفعوا اصواتهم بالتلبية قال: الترمذي حديث حسن صحيح وترجم البخاري "رفع الصوت بالإهلال" عن أنس أن النبي (ص) صلى الظهر بالمدينة أربعاً والعصر بذي الحليفة ركعتين وسمعتهم يصرخون بها جميعاً أي بالتلبية والمرأة لا ترفع صوتها بل تقتصر على اسماع نفسها فإن رفعته كره لها ذلك (ولا تستحب في طواف القدوم) أي لا تستحب التلبية في طواف القدوم ولا في السعي لاختصاصهما بأذكار (وفي القديم تستحب فيه بلا جهر) لعموم أدلة التلبية (ولفظها لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) رواه الشيخان ويستحب تكرارها ثلاثاً وأصل لبيك التثنية أي ألبيك تلبية بعد تلبية والمعنى على كثرة الإجابة لا خصوص التثنية ويستحب وقفة بسيطة عند كلمة "والملك" (إذا رأى ما يعجبه قال لبيك إن العيش عيش الآخرة) لما روى البيهقي عن عكرمة مرسلاً أن النبي (ص) قاله حين وقف بعرفات ورأى جمع المسلمين وقاله أيضاً في أعصب الأوقات واشدها فقد قاله (ص) في حفر الخندق. رواه الشافعي عن عكرمة (وإذا فرغ من تلبيته صلى على النبي صلى الله عليه وسلم) لندب ذكره كلما ذكر الله سبحانه قال تعالى: [ورفعنا لك ذكرك] الشرح:4 أي لا أُذْكَرُ إلا وتذكر معي والأولى صلاة التشهد كاملة (وسأل الله تعالى الجنة واستعاذ من النار) أخرجه البيهقي والشافعي والدارقطني من حديث خزيمة بن ثابت وفيه أبو واقد الليثي وهوضعيف.

باب دخول مكة

أي دخول المحرم مكة (والأفضل دخولها قبل الوقوف) بعرفة إن لم يخشَ فوات الوقوف كما فعله رسول الله (ص) وأصحابه (وأن يغتسلَ داخِلُهَا) أي من أراد دخولها اغتسل قبل دخولها فالقادم (من طريق المدينة بذي طوى يدخلها من ثنية كَدَاء) لخبر الشيخين عن ابن عمر أن النبي يبيت بذي طوى ثم يصلي الصبح ويغتسل" وروى مسلم أن ابن عمر كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ثم يدخل مكة نهاراً والثنية العليا هي المسماة باب المعلاة أو الحجون، وأما ثنية كُدىً والمعروفة بباب الشبيكة أما كُدي التي على طريق اليمن ليست المقصودة والثنية هي الطريق الضيقة.

(ويقول إذا أبصر البيت: اللهم زد هذا البيت تشريفا ًوتعظيماً وتكريماً ومهابة وزد مَنْ شرَّفه وعظَّمه ممن حَجَّهُ أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً، اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام) رواه البيهقي عن عمر بن الخطاب ورواه الحاكم من حديث بن عينية عن سعيد بن المسيب أنه قال: سمعت من عمر فروى القول (ثم يدخل المسجد من باب بني شيبة) سواء كان على طريقه أم لم يكن على طريقه لخبر البيهقي أن النبي (ص) دخل منه في عمرة القضاء وقال النووي في المجموع اتفق اصحابنا أنه يستحب للمحرم أن يدخل المسجد الحرام من باب بني شيبة وهو المعروف الآن بباب السلام وهو قبالة الحجر الأسود (ويبدأ بطواف القدوم) لحديث "أنه (ص) حج فأول شيء بدأ به حين قدم أن توضأ ثم طاف البيت" رواه الشيخان.

ولأن طواف القدوم هو تحية المسجد فيبدأ به ولو دخل والناس في مكتوبة صلاها معهم أولاً ولو أقيمت الجماعة وهو في الطواف قدَّمَ الصلاة ثم بنى على طوافه ولو قدمت المرأة نهاراً وكانت جميلة أو بَرْزَةً لا تبرز للرجال أخرت إلى الليل إن لم تخف حيضاً ونحوه.

(ويختص طواف القدوم بحاج دخل مكة قبل الوقوف) لأنه بعد الوقوف دخل وقت طواف الفرض أي طواف الإفاضة وطواف القدوم يسمى طواف التحية وطواف الورود وطواف الصدر وهو سنة (ومن قصد مكة لا لنسك استحب أن يحرم بحج أو عمرة) كمن دخل مكة لتجارة أو زيارة أو علاج فيستحب له أن يحرم بحج أوعمرة كتحية المسجد له (وفي قول يجب) لمداومة الناس على فعل ذلك والأول أصح لقوله (ص) هنَّ لهن أي المواقيت ولمن أتى عليهن من غير أهلهن فمن أراد الحج والعمرة. فقد علقه (ص) على الإرادة فلو كان للوجوب لما علقه على الإرادة أي الاختيار ومن دخل غير محرم لغير النسك فلا شيء عليه (إلا أن يتكرر دخوله كحطاب وصياد) وتاجر وسائق ودليل فلا يجب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير